الفتوحات المكية

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة عدد ما يحصل من الأسرار للمشاهد عند المقابلة والانحراف وعلى كم ينحرف من المقابلة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 95 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

[الحق المخلوق به‏]

الحق هويته الحق اسمه خلق هو المخلوق به خلق كل شي‏ء حقه أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ وما خَلَقْنَا السَّماواتِ والْأَرْضَ وما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وبِالْحَقِّ نَزَلَ إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً ونَذِيراً وقُلِ الْحَقُّ من رَبِّكُمْ الحق طلب الحقوق فبالحق يطلب الحق فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ‏

[الحق الوجود والضلال في النسبة]

فالحق الوجود والضلال الحيرة في النسبة فالحق المنزل والحق التنزيل والحق المنزل والحق من الله من حيث هو ربنا ومن صرف عن الحق إلى أين يذهب فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ أصحاب العلامات والدلائل‏

[المعطى الآخذ والآخذ المعطى‏]

فالحق المسئول عنه في هذا السؤال هو المقتضي الذي يقتضي من الموحدين لما ذكرناه فسمي حقا لوجوب وجوده لنفسه فاقتضاؤه إنما اقتضى من نفسه فإنه إنما اقتضاه من الظاهر في مظهره وهويته هي الظاهرة في المظهر الذي به كانت رتبة الربوبية فما اقتضى إلا منه وما كان المقتضي إلا هو والذي اقتضى هو حق وهو عين الحق فإن أعطى فهو الآخذ وإن أخذ فهو المعطي فمن عرفه عرف الحق‏

(السؤال التاسع والثمانون) وما ذا بدؤه‏

الجواب الضمير يعود على الحق وبدؤه من الاسم الأول الذي تسمى الحق به قال تعالى هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ وهُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ فسمى لنا نفسه أولا فبدؤه أولية الحق وهي نسبة لأن مرجع الموجودات في وجودها إلى الحق فلا بد أن تكون نسبة الأولية له فبدؤه نسبة الأولية له ونسبة الأولية له لا تكون إلا في المظاهر

[الذات الأزلية لا توصف بالأولية]

فظهوره في العقل الأول الذي هو القلم الأعلى وهو أول ما خلق الله فهو الأول من حيث ذلك المظهر لأنه أول الموجودات عنه فالذات الأزلية لا توصف بالأولية وإنما يوصف بها الله تعالى قال الله تعالى سَبَّحَ لِلَّهِ فهو المسبح ما في السَّماواتِ والْأَرْضِ من حيث أعيانهم وهُوَ الْعَزِيزُ المنيع الحمى من هويته الْحَكِيمُ بمن ينبغي أن يسبح له الضمير يعود على الله من لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والْأَرْضِ ولهذا يسبحه أهلهما لأنهم مقهورون محصورون في قبضة السموات والأرض يُحْيِي ويُمِيتُ يحيي العين ويميت الوصف فالعين لها الدوام من حيث حييت والصفات تتوالى عليها فيميت الصفة بزوالها عن هذه العين ويأتي بأخرى وهُوَ الضمير يعود على الله عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ أي شيئية الأعيان الثابتة يقول إنها تحت الاقتدار الإلهي هُوَ الْأَوَّلُ الضمير يعود على الله من لله والأول خبر الضمير الذي هو المبتدأ وهو في موضع الصفة لله ومسمى الله إنما هو من حيث المرتبة وأول مظهر ظهر القلم الإلهي وهو العقل الأول والعين ما كانت مظهرا إلا بظهور الحق فيها فهي أول والكلام في الظاهر في المظهر لأن به يتميز

[الأول هو الله والعقل حجاب عليه‏]

فالأول هو الله والعقل حجاب عليه ومجن تتوالى الصفات عليه ولما كانت الأعيان كلها من كونها مظاهر نسبتها إلى الألوهية نسبة واحدة من حيث ما هي مظاهر تسمى بالآخر فهو الآخر آخرية الأجناس لا آخرية الأشخاص وهو الأول بأولية الأجناس وأولية الأشخاص لأنه ما أوجد إلا عينا واحدة وهو القلم أو العقل كيفما شئت سميته ولما كان العالم له الظهور والبطون من حيث ما هو مظاهر كان هو سبحانه الظاهر لنسبة ما ظهر منه والباطن لنسبة ما بطن منه وهُوَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ شيئية الأعيان وشيئية الوجود من حيث أجناسه وأنواعه وأشخاصه فقد تبين أن بدأه عين وجود العقل الأول‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم أول ما خلق الله العقل‏

وهو الحق الذي خالق به السموات والأرض وقد مشى معنا هذا في سؤاله في العدل في السؤال الثامن والعشرين من هذه السؤالات‏

(السؤال التسعون) أي شي‏ء فعله في الخلق‏

الجواب إن كان قوله في الخلق من كونهم مقدرين فالإيجاد وهو حال الفعل وإن كان قوله في الخلق من كونهم موجودين فحال الفناء

[الإنسان مخلوق على الصورة]

وذلك أن الله تعالى قال للإنسان أَ ولا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ من قَبْلُ أي قدرناه ولَمْ يَكُ شَيْئاً نبهه على أصله فأنعم عليه بشيئية الوجود وهو عين وجود الظاهر فيه وإنما خاطب الإنسان وحده لأنه المعتبر الذي وجد العالم من أجله وإلا فكل ممكن بهذه المنزلة هذا الذي تعطيه نشأته لكونه مخلوقا على الصورة الإلهية وأنه مجموع حقائق العالم كله فإذا خاطبه فقد خاطب العالم كله وخاطب أسماءه كلها وأما الوجه الآخر الذي ينبغي أيضا أن يقال وهو دون هذا في كونه مقصودا بالخطاب وذلك أنه ما ادعى أحد الألوهية سواه من جميع المخلوقات وأعصى الخلائق إبليس وغاية جهله إنه رأى نفسه خيرا من آدم لكونه من نار لاعتقاده أنه أفضل العناصر وغاية معصيته أنه أمر بالسجود لآدم فتكبر في نفسه عن السجود لآدم لما ذكرناه وأبى‏


مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3674 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3675 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3676 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3677 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 3678 من مخطوطة قونية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

الصفحة 95 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الوصول السريع إلى [الأبواب]: -
[0] [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12] [13] [14] [15] [16] [17] [18] [19] [20] [21] [22] [23] [24] [25] [26] [27] [28] [29] [30] [31] [32] [33] [34] [35] [36] [37] [38] [39] [40] [41] [42] [43] [44] [45] [46] [47] [48] [49] [50] [51] [52] [53] [54] [55] [56] [57] [58] [59] [60] [61] [62] [63] [64] [65] [66] [67] [68] [69] [70] [71] [72] [73] [74] [75] [76] [77] [78] [79] [80] [81] [82] [83] [84] [85] [86] [87] [88] [89] [90] [91] [92] [93] [94] [95] [96] [97] [98] [99] [100] [101] [102] [103] [104] [105] [106] [107] [108] [109] [110] [111] [112] [113] [114] [115] [116] [117] [118] [119] [120] [121] [122] [123] [124] [125] [126] [127] [128] [129] [130] [131] [132] [133] [134] [135] [136] [137] [138] [139] [140] [141] [142] [143] [144] [145] [146] [147] [148] [149] [150] [151] [152] [153] [154] [155] [156] [157] [158] [159] [160] [161] [162] [163] [164] [165] [166] [167] [168] [169] [170] [171] [172] [173] [174] [175] [176] [177] [178] [179] [180] [181] [182] [183] [184] [185] [186] [187] [188] [189] [190] [191] [192] [193] [194] [195] [196] [197] [198] [199] [200] [201] [202] [203] [204] [205] [206] [207] [208] [209] [210] [211] [212] [213] [214] [215] [216] [217] [218] [219] [220] [221] [222] [223] [224] [225] [226] [227] [228] [229] [230] [231] [232] [233] [234] [235] [236] [237] [238] [239] [240] [241] [242] [243] [244] [245] [246] [247] [248] [249] [250] [251] [252] [253] [254] [255] [256] [257] [258] [259] [260] [261] [262] [263] [264] [265] [266] [267] [268] [269] [270] [271] [272] [273] [274] [275] [276] [277] [278] [279] [280] [281] [282] [283] [284] [285] [286] [287] [288] [289] [290] [291] [292] [293] [294] [295] [296] [297] [298] [299] [300] [301] [302] [303] [304] [305] [306] [307] [308] [309] [310] [311] [312] [313] [314] [315] [316] [317] [318] [319] [320] [321] [322] [323] [324] [325] [326] [327] [328] [329] [330] [331] [332] [333] [334] [335] [336] [337] [338] [339] [340] [341] [342] [343] [344] [345] [346] [347] [348] [349] [350] [351] [352] [353] [354] [355] [356] [357] [358] [359] [360] [361] [362] [363] [364] [365] [366] [367] [368] [369] [370] [371] [372] [373] [374] [375] [376] [377] [378] [379] [380] [381] [382] [383] [384] [385] [386] [387] [388] [389] [390] [391] [392] [393] [394] [395] [396] [397] [398] [399] [400] [401] [402] [403] [404] [405] [406] [407] [408] [409] [410] [411] [412] [413] [414] [415] [416] [417] [418] [419] [420] [421] [422] [423] [424] [425] [426] [427] [428] [429] [430] [431] [432] [433] [434] [435] [436] [437] [438] [439] [440] [441] [442] [443] [444] [445] [446] [447] [448] [449] [450] [451] [452] [453] [454] [455] [456] [457] [458] [459] [460] [461] [462] [463] [464] [465] [466] [467] [468] [469] [470] [471] [472] [473] [474] [475] [476] [477] [478] [479] [480] [481] [482] [483] [484] [485] [486] [487] [488] [489] [490] [491] [492] [493] [494] [495] [496] [497] [498] [499] [500] [501] [502] [503] [504] [505] [506] [507] [508] [509] [510] [511] [512] [513] [514] [515] [516] [517] [518] [519] [520] [521] [522] [523] [524] [525] [526] [527] [528] [529] [530] [531] [532] [533] [534] [535] [536] [537] [538] [539] [540] [541] [542] [543] [544] [545] [546] [547] [548] [549] [550] [551] [552] [553] [554] [555] [556] [557] [558] [559] [560]


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!