الفتوحات المكية

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 419 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ونفوذ حكمها ودلالتها في الله هذا هو العجب العجاب وقال قد ثبتت نسبة الكلام إلى الله وقد ثبت أن الذي سمعناه في تركيب هذه الحروف هذا التركيب الخاص والنسبة الخاصة إنه كلام الله فقد حصل فيه هذه الأدوات فجرى عليه حكمها فهل ذلك من جهتنا أو ما هو الأمر إلا كذلك‏

[أسمائي ستور بهائي‏]

ومن ذلك أسمائي ستور بهائي من الباب 473 لو لا الأسماء ما خفنا ولا رجونا ولا هبنا ولا عبدنا ولا سمعنا ولا أطعنا ولا خوطبنا ولا خاطبنا المسمى ولو لا الأحكام التي لها وهي الآثار ما علمت الأسماء فهي ستور إليها والجمال على المسمى وقال أحكام الأسماء جمل الأسماء وكساها البهاء والأسماء جملت المسمى وكسته البهاء وبنا تعينت الأسماء فنحن كسوناه صورة البهاء وفيه ظهرت الأسماء فبه قام البهاء فإنه المسمى وقال ما اختلفت أسماء الأسماء إلا لاختلاف معانيها ولو لا ذلك ما تميزت لنا فهي عنده واحدة وعندنا كثير

[أعين العارفين إلى عليين‏]

ومن ذلك أعين العارفين إلى عليين من الباب 474 قال لا تكون الأعين ناظرة إلا إلى موضع كتابها فمن كان كتابه في عليين فنظرة إلى عليين ومن كان كتابه في سجين فعينه مصروفة إلى سجين فالكتاب بقيده بالخاصية وقال إنما شرع الله قراءة الكتب في الدار الآخرة ليعلم العبد المصطفى قدر ما أنعم الله عليه به والهالك ليعذر من نفسه فيعلم أنه جنى على نفسه وقال لو لا شهادة المرء على نفسه بما شهدت به جلوده وجوارحه ما ثبت كتاب ولا كان حكم فالاعتراض شهادة المعترف على نفسه فيما فيه هلاكه وقال النفوس من ذاتها تدفع ما يضرها وتسعى في تحصيل ما ينفعها فكيف شهدت بما فيه هلاكها حين اعترفت وقال ما عذب من اعترف فإن الكرم لا يقتضيه والجوارح رعية ما هي الوالي فشكت بالوالي‏

[الانتهاء إلى سدرة المنتهى‏]

ومن ذلك الانتهاء إلى سدرة المنتهى من الباب 475 قال السدرة المنتهى عروقها دون السماء وأصلها في السماء وفروعها عليون فتنتهي إليها أعمال العباد الصالحة والطالحة فإذا مات الإنسان وقبضت روحه قرنت بعملها حيث انتهى عمله من السدرة فالذي لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ عمله في عروق هذه السدرة والذين تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ عملهم في موضع ثمر هذه السدرة ولهذا لا يجوع السعيد ولا يعري للورق والثمر اللذين في الفروع والشقي يجوع ويعري لعدم التمر والورق في العروق وعدم الورق علم مدرج في مثال ومن ذلك عوارف آناء الليل في أطراف النهار قال الصباح والمساء أطراف النهار فالمساء ابتداء الليل والصباح انتهاء الليل والنهار ما بين الانتهاء والابتداء والليل ما بين الابتداء والانتهاء والعوارف الإلهية هي ما يعطي الحق في تجليه لعباده فأمرنا بالتسبيح آناءَ اللَّيْلِ وأَطْرافَ النَّهارِ وما تعرض لذكر النهار في هذا الحكم لأنه قال إِنَّ لَكَ في النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا أي فراغا فالنهار لك والليل وأطراف النهار له فإذا كنت له في الليل وأطراف النهار كان لك هو في النهار فعطايا الليل وأطراف النهار جزاء التسبيح وعطايا النهار جزاء الاشتغال والفراغ إلى الحق في آناء الليل وأطراف النهار فما ثم من الله للعبد الأجزاء والابتداء للعبد فإن النفس إذا أكلت من كسبها لها إدلال كما إن لها انكسارا في الهبة فلهذا كان الجزاء عاما لأنه على الصورة ولا انكسار ينبغي لها ومن ذلك الدعاء من الوعاء قال لا يكون الوعاء وعاء حتى يكون فيه ما يعي عليه وإذا امتلأ لا يكون فيه غير ما امتلأ به فلهذا يدعو الإنسان فإنه ملآن بما يدعو به فإذا دعا فرغ أنيته فملأها الله بما أجابه به مما دعاه فيه وزيادة فما شرع الدعاء إلا لتفريغ المحل مما ملأه الحق به ولهذا ما ثم إلا من يدعو ويبتهل وقال انظر إلى الكأس إذا كان ملآن بالماء ثم فرغته أو فرغت منه ما فرغت ما يخرج منه شي‏ء في حين خروجه إلا عمر موضعه الهواء فهذه بشرى بسرعة إجابة الله من دعاه ومن ذلك آداب الحق ما نزلت به الشرائع قال لما كان الأمر العظيم يجهل قدره ولا يعلم ويعز الوصول إليه تنزلت الشرائع بآداب التوصل فقبلها أولو الألباب لأن الشريعة لب العقل والحقيقة لب الشريعة فهي كالدهن في اللب الذي يحفظه القشر فاللب يحفظ الدهن والقشر يحفظ اللب كذلك العقل يحفظ الشريعة والشريعة تحفظ الحقيقة فمن ادعى شرعا بغير عقل لم يصح دعواه فإن الله ما كلف إلا من استحكم عقله ما كلف مجنونا ولا صبيا ولا من خرف من الكبر ومن ادعى حقيقة من غير شريعة فدعواه لا يصح ولهذا قال الجنيد علمنا هذا يعني الحقائق التي يجي‏ء بها أهل الله مقيد بالكتاب والسنة أي أنها لا تحصل إلا لمن عمل بكتاب الله وسنة رسوله وذلك هو الشريعة وقال إن الله أدبني فحسن أدبي‏

وما هو إلا ما شرع له فمن تشرع تأدب ومن تأدب وصل ومن ذلك عين القلب في القلب قال خلق‏


مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10286 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10287 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10288 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10289 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10290 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 10291 من مخطوطة قونية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

الصفحة 419 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الوصول السريع إلى [الأبواب]: -
[0] [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12] [13] [14] [15] [16] [17] [18] [19] [20] [21] [22] [23] [24] [25] [26] [27] [28] [29] [30] [31] [32] [33] [34] [35] [36] [37] [38] [39] [40] [41] [42] [43] [44] [45] [46] [47] [48] [49] [50] [51] [52] [53] [54] [55] [56] [57] [58] [59] [60] [61] [62] [63] [64] [65] [66] [67] [68] [69] [70] [71] [72] [73] [74] [75] [76] [77] [78] [79] [80] [81] [82] [83] [84] [85] [86] [87] [88] [89] [90] [91] [92] [93] [94] [95] [96] [97] [98] [99] [100] [101] [102] [103] [104] [105] [106] [107] [108] [109] [110] [111] [112] [113] [114] [115] [116] [117] [118] [119] [120] [121] [122] [123] [124] [125] [126] [127] [128] [129] [130] [131] [132] [133] [134] [135] [136] [137] [138] [139] [140] [141] [142] [143] [144] [145] [146] [147] [148] [149] [150] [151] [152] [153] [154] [155] [156] [157] [158] [159] [160] [161] [162] [163] [164] [165] [166] [167] [168] [169] [170] [171] [172] [173] [174] [175] [176] [177] [178] [179] [180] [181] [182] [183] [184] [185] [186] [187] [188] [189] [190] [191] [192] [193] [194] [195] [196] [197] [198] [199] [200] [201] [202] [203] [204] [205] [206] [207] [208] [209] [210] [211] [212] [213] [214] [215] [216] [217] [218] [219] [220] [221] [222] [223] [224] [225] [226] [227] [228] [229] [230] [231] [232] [233] [234] [235] [236] [237] [238] [239] [240] [241] [242] [243] [244] [245] [246] [247] [248] [249] [250] [251] [252] [253] [254] [255] [256] [257] [258] [259] [260] [261] [262] [263] [264] [265] [266] [267] [268] [269] [270] [271] [272] [273] [274] [275] [276] [277] [278] [279] [280] [281] [282] [283] [284] [285] [286] [287] [288] [289] [290] [291] [292] [293] [294] [295] [296] [297] [298] [299] [300] [301] [302] [303] [304] [305] [306] [307] [308] [309] [310] [311] [312] [313] [314] [315] [316] [317] [318] [319] [320] [321] [322] [323] [324] [325] [326] [327] [328] [329] [330] [331] [332] [333] [334] [335] [336] [337] [338] [339] [340] [341] [342] [343] [344] [345] [346] [347] [348] [349] [350] [351] [352] [353] [354] [355] [356] [357] [358] [359] [360] [361] [362] [363] [364] [365] [366] [367] [368] [369] [370] [371] [372] [373] [374] [375] [376] [377] [378] [379] [380] [381] [382] [383] [384] [385] [386] [387] [388] [389] [390] [391] [392] [393] [394] [395] [396] [397] [398] [399] [400] [401] [402] [403] [404] [405] [406] [407] [408] [409] [410] [411] [412] [413] [414] [415] [416] [417] [418] [419] [420] [421] [422] [423] [424] [425] [426] [427] [428] [429] [430] [431] [432] [433] [434] [435] [436] [437] [438] [439] [440] [441] [442] [443] [444] [445] [446] [447] [448] [449] [450] [451] [452] [453] [454] [455] [456] [457] [458] [459] [460] [461] [462] [463] [464] [465] [466] [467] [468] [469] [470] [471] [472] [473] [474] [475] [476] [477] [478] [479] [480] [481] [482] [483] [484] [485] [486] [487] [488] [489] [490] [491] [492] [493] [494] [495] [496] [497] [498] [499] [500] [501] [502] [503] [504] [505] [506] [507] [508] [509] [510] [511] [512] [513] [514] [515] [516] [517] [518] [519] [520] [521] [522] [523] [524] [525] [526] [527] [528] [529] [530] [531] [532] [533] [534] [535] [536] [537] [538] [539] [540] [541] [542] [543] [544] [545] [546] [547] [548] [549] [550] [551] [552] [553] [554] [555] [556] [557] [558] [559] [560]


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!