الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
||
الباب: | فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة |
الصفحة 356 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)ولا بالخسران بل اعتدل ولا تنحرف وعند مقامك فقف ولا تنصرف [سر الرخاوة غشاوة]ومن ذلك سر الرخاوة غشاوة من الباب 134 إذا استرخت الطبقة الصلبة التي في البصر حصل الضرر فالرخاوة غشاوة كما أنك لا تفرط في القساوة واسكن من القرى ساوه فإن السعادة فيما ساواه لا فيمن ناواه ولا تقل المثلان ضدان فإن لكل مقام مقالا ولكل علم رجالا ولكل مشرب حالا فأما ملحا أجاجا وإما عذبا زلالا الشدة والرخاء هما في الريح زعزع ورخاء فالزعزع عقيم والرخاء كريم تسعى في صلاح البال وهي محمودة في المال تجري بأمر من أمرها رُخاءً حَيْثُ أَصابَ لا يعقبها مصاب الرخاوة في الدين من الدين ولهذا امتن الله عليه إن جعل نبيه من أهل اللين فقال فَبِما رَحْمَةٍ من الله لِنْتَ لَهُمْ وبهذا فضلهم ولو كان فظا غليظ في فعله وقوله لَانْفَضُّوا من حَوْلِكَ فهم مع العفو واللين لا يقبلون فكيف مع الشدة والفظاظة لن يزالوا مدبرين لا تكن حلوا فتشترط ولا مرا فتقعي فتكون شبيها بالأفعي يتقى ضيرها مع أنه يرجى خيرها فإنها من عقاقير الترياق الذي يرد النفس ولو بَلَغَتِ التَّراقِيَ وقِيلَ من راقٍ ... والْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ فانظر إلى هذا الخير وما تحوي عليه من الضير فما قام خيرها بشرها ولا ذهب حلوها بمرها بل لكل حال مكان وزمان وإخوان وماض ومستقبل وآن وإنفاق من إمكان كالسماع في الحكم عند أولي الفهم فيحتاج سماع الألحان إلى مكان وزمان وإمكان وإخوان فهذه أربعة أركان والمكان ما يشهد فيه اللطف والمكان ما يجود به الكف والإخوان ما يكون منهم في أمان والزمان ماتا من فيه السلطان فأمانك زمانك والله الموفق وهذا دعاء المحقق فإياك وعجلة المحقحق [سر الأحياء في الحي والوفاء في اللي]ومن ذلك سر الأحياء في الحي والوفاء في اللي من الباب 135 الغيث غوث فيه نشر الرحمة من ولي النعمة لا يقنط من رحمة الله إلا من ضل عن الطريق وتاه بالماء حياة الأحياء لما فيه من سر الأحياء جعل الله من الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ف كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ قبل الأسواء ثم استوى عليه وأضاف أحاط به إليه فهو بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ من مركب وبسيط بعلم وجيز وبسيط ووسيط استوى عليه اسم الرحمن وعم حكمه الإنس والجان فظاهر ومستور من خلف كلة وستور وعروس تجلى في أرفع منصة وأحسن مجلى ولو لا لو لا ما ظهر الأولى ولا نزل أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى أَ يَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً فمن نظر واهتدى وباع الضلالة بالهدى عجل بالفدى من أجل تحكم الأعداء [سر من استحيى من الأموات والأحياء]ومن ذلك سر من استحيى من الأموات والأحياء من الباب 136 من استحيا أمات وما أحيا لا يحيي إلا الحياء فإنه من صفات الأحياء ولكن لمن كان له حياء إن الله لا يَسْتَحْيِي من الْحَقِّ وذلك ليس من صفات الخلق من لا يكون إلا ما يريد لا يستحي من العبيد فإن استحى في حال ما فلطلب الاسم المسمى وهو المحيي كما هو العلي الحياء في الأموات من أعجب السمات بالحياء قصر الطرف وبه استتر المعنى بالحرف الحياء حبس المقصورات في الخيام لئلا تدركهن أبصار الأنام ولو لا الاسم الغيور ما اتخذت الأبنية والقصور لو لا التكليف ما ظهر فضل العفيف القوة مخصوصة باللطيف فكيف بحجبه الكثيف لو لا قوة الأرواح ما تحركت الأشباح ولو لا حركت الأشباح ما وصلت إلى أما لها الأرواح فما كل سراح فيه انفساح [سر الرفق رفيق]ومن ذلك سر الرفق رفيق من الباب 137 صحبة الرفيق الأعلى أولى ولَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ من الْأُولى الرفيق بعبده أرفق وهو عليه أشفق أرق الناس أفئدة اليمنيون وهم السادة العلماء الأميون اختار الرفيق من أبان الطريق وهو بالفضل حقيق خير فاختار ورحل عنا وسار ليلحق بالمتقدم السابق ويلتحق به المتأخر اللاحق فلعلمه بأنه لا بد من الاجتماع اختار الخروج من الضيق إلى الاتساع أ لا ترى نداه في الظلمات ولم يكن من الأموات وإنما خاف الفوات أن لا إله إلا أنت كنت حيث كنت فاستجاب له فنجاه من الغم وقذفه الحوت من بطنه على ساحل اليم فأنبت عليه اليقطين لنعمته ولنفور الذباب عن حوزته فهذا العزل الرقيق من إشفاق الرفيق [سر الاستحقاق يرد الاسترقاق]ومن ذلك سر الاستحقاق يرد الاسترقاق من الباب 138 الحر إذا كان من أهل الكرم تسترقه النعم وعلى مثل هذا عمل أصحاب الهمم الإنسان عبد الإحسان لا بل عبد المحسان من تعبدته العلل ففي مشيته قزل من ذاق طعم العبودية تألم بالحرية الحرية محال والعبودة رأس المال على كل حال الرب رب والعبد عبد وإن اشتركا في العهد لا تقل بئس الخطيب من أجل |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |