الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية) |
||
الباب: | فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة |
الصفحة 347 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)هم الذين لقوا الشدائد في تمهيد السبل ما جنح إلى الرخص من كان هجيره آخر القصص التخلق بالأسماء الإلهية على الإطلاق من أصعب الأخلاق لما فيها من الخلاف والوفاق إياك أن يظهر مثل هذا عنك إلا حتى تعلم معنى قوله عليه السلام أعوذ بك منك فمن استعاذ وبمن لاذ وعاذ الكبرياء حدث في أهل الحدث والحدث مزيل الطهارة ويكفيك هذه الإشارة طهارة الحدث الفطرة وهو ما شهد به لله في أول مرة فإن حشر وبعث في الحافرة فما هي كرة خاسرة ولا سلعة بائرة لما كان الشرك هو العارض والدار الآخرة مزيلة للعوارض لذلك لم يظهر فيها شرك ولا وقع فيها إفك مواقف القيامة شدائد لحضور المشهود عليه والشاهد فمن كان في الدنيا حسابه فرح به أحبابه وحمد ذهابه وإيابه وفتحت له بالخيرات والخيرات أبوابه وأجزل له ثوابه من سلك هنا ما توعر تيسر له في آخرته ما تعسر إن مع العسر في الدنيا يسرا فيها ثم إن مع العسر في الدنيا يسرا في الآخرة لمن فهم معانيها بما يعاينها ما أثقل الظهر سوى الوزر فلا تضف إلى أثقالك أثقالا وكن لرحى ما يراد منك ثقالا هنا تحط الأثقال أثقال الأفعال والأقوال وهنا تباشر الأزبال وتدبر الأثقال احذر من الابتداع بسبب الاتباع ولا تفرح بالأتباع وكن مثل صاحب الصواع فإنك لا ينفعك توبتك ولا يزول عنك حوبتك واقتصر على ما شرع واتبع ولا تبتدع وكن مع الله في كل حال تحمد العاقبة والمال [سر المطابقة والموافقة]ومن ذلك سر المطابقة والموافقة من الباب 1و<9 المطابقة مشاكلة والموافقة مماثلة كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ بقدر سورته اعلم أن أرباب النهي هم الذين يوافقون الحق فيما أمر به ونهي موافقة الأمثال من شأن الرجال وقد ثبتت المثلية بكاف التشبيه وهو التنزيه عن التنزيه وقد ورد الخبر بالصورة والخلافة في السورة فالكل هم النواب وهم الحجاب وهم عين الحجاب الوافقون عند الباب للصادر والوارد والوافد والقاصد لهم الرفادة والسدانة والسقاية وهم أهل الكلاة والرعاية إليهم ترفع النوب ومنهم تعرف القرب وبهم تفرج الكرب ما لهم علم إلا بمن طابقهم ولا يشهدهم إلا من وافقهم بأيديهم مفاتيح الكرم وإليهم ترفع الهمم هم الظاهرون بصورة الحق والملجأ العاصم لجميع الخلق لهم الحيرة والغيرة هم العواصم من القواصم ولهم الدواهي والنواهي فلكل قاصمة عاصمة ولكل داهية ناهية يتصرفون في جميع الأشياء تصرف الأفعال في الأسماء ما بين نصب وخفض ورفع وعطاء ومنع أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ واللَّيْلِ وما وَسَقَ والْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ فما ثم إلا تغير أحوال في أفعال وأقوال تطابق المال والولد في زينة الحياة الدنيا وتميزت مراتبهم في العدوة القصوى وافق شن طبقه ولهذا ضمه واعتنقه فلق الحب عن أمثاله فلم يظهر سوى أشكاله فمن بذر حنطة حصد حنطة كانت له فيها غبطة ومن بدر ما بذر حصد مثل الذي بذر فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ومن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وإنما هي أعمالكم ترد عليكم ولا يبرز لكم إلا ما عملتم بيديكم فلا تلوموا إلا أنفسكم وانقطعوا إلى من أنسكم [سر الاغتباط والارتباط]ومن ذلك سر الاغتباط والارتباط من الباب 11و< من ألزم نفسه الحال ف هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ من اغتبط بأمر سعى في تحصيله ونظر في تفصيله ومن ارتبط فقد اغتبط الرباط ملازمة والملازمة في الإلهيات مقاومة المغتبط مسرور والمرتبط محجور لما دخلت الحضرة الندسية والمقامات القدسية ونزلت بفنائها وأحطت علما بما أمكن من أسمائها تلقاني الاسم الجامع للمضار والمنافع فأهل ورحب وسهل وبذل وأوسع وجاد وما منع فكان مما جاد به على المملوك نظم السلوك في مسافرة الملوك فاتخذته سجيرا واتخذني سميرا فجرى بنا السمر والليل قد أقمر إلى حديث النزول الإلهي في الثلث الباقي من الليل الإنساني وسؤاله عباده التائبين والداعين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح وأنواع الطرف والملح فكان أحد الداعين الواعين شخصا ضخم الدسيعة من العلماء بالطبيعة ممن ثبتت قدمه في العلم بها ورسخ وكان له المقام الأشمخ فسأل ربه أين الطبيعة من النفس ومن المقام العقلي الأقدس فقال هي عين النفس فيمن تنفس لها الاسم الرحمن الذي له الاستواء على الأكوان هو الآتي من قبل اليمن ولكن إلى من وإن كنا نعرف إتيانه ممن فالكرب تطلبه والمسرات |
|
||||||||||
الفتوحات
المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين. |