الفتوحات المكية

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أسرار بسم الله الرحمن الرحيم والفاتحة من وجهٍ ما لا من جميع الوجوه
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 105 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الروح شاهدا وكذلك الخط شاهدا وهي عالم الملكوت أوجدها بقدرته وهي الهمزة التي في الاسم إذا ابتدأت به معرى من الإضافة وهي لا تفارق الألف فلما أوجدت هذه الألف اللام الثانية جعلها رئيسة فطلبت مرءوسا تكون عليه بالطبع فأوجد لها عالم الشهادة الذي هو اللام الأولى فلما نظرت إليه أشرق وأنار وأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها ووُضِعَ الْكِتابُ وهو الجزء الذي بين اللامين أمر سبحانه اللام الثانية أن تمد الأولى بما أمدها به تعالى من جود ذاته وأن تكون دليلها إليه فطلبت منه معنى تصرفه في جميع أمورها يكون لها كالوزير فتلقى إليه ما تريده فيلقيه على عالم اللام الأولى فأوجد لها الجزء المتصل باللامين المعبر عنه بالكتاب الأوسط وهو العالم الجبروتي وليست له ذات قائمة مثل اللامين فإنه بمنزلة عالم الخيال عندنا فألقت اللام الثانية إلى ذلك الجزء وارتقم فيه ما أريد منها ووجهت به إلى اللام الأولى فامتثلت الطاعة حتى قالت بلى فلما رأت اللام الأولى الأمر قد أتاها من قبل اللام الثانية بوساطة الجزء الذي هو الشرع صارت مشاهدة لما يرد عليها من ذلك الجزء راغبة له في أن يوصلها إلى صاحب الأمر لتشاهده فلما صرفت الهمة إلى ذلك الجزء واشتغلت بمشاهدته احتجبت عن الألف التي تقدمتها ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً ولو لم تصرف الهمة إلى ذلك الجزء لتلقت الأمر من الألف الأولى بلا واسطة ولكن لا يمكن لسر عظيم فإنها ألف الذات والثانية ألف العلم‏

إشارة [اللام الجلالية والألف الوحدانية]

أ لا ترى أن اللام الثانية لما كانت مرادة مجتباة منزهة عن الوسائط كيف اتصلت بألف الوحدانية اتصالا شافيا حتى صار وجودها نطقا يدل على الألف دلالة صحيحة وإن كانت الذات خفيت فإن لفظك باللام يحقق الاتصال ويدلك عليها من عرف نفسه عرف ربه من عرف اللام الثانية عرف الألف فجعل نفسك دليلا عليك ثم جعل كونك دليلا عليك دليلا عليه في حق من بعد وقدم معرفة العبد بنفسه على معرفته بربه ثم بعد ذلك يفنيه عن معرفته بنفسه لما كان المراد منه أن يعرف ربه أ لا ترى تعانق اللام الألف وكيف يوجد اللام في النطق قبل الألف وفي هذا تنبيه لمن أدرك فهذه اللام الملكوتية تتلقى من ألف الوحدانية بغير واسطة فتورده على الجزء الجبروتي ليؤديه إلى لام الشهادة والملك هكذا الأمر ما دام التركيب والحجاب فلما حصلت الأولية والآخرية والظاهرية والباطنية أراد تعالى كما قدم الألف منزهة عن الاتصال من كل الوجوه بالحروف أراد أن يجعل الانتهاء نظير الابتداء فلا يصح بقاء للعبد أولا وآخرا فأوحد الهاء مفردة بواو هويتها فإن توهم متوهم أن الهاء ملصقة إلى اللام فليست كذلك وإنما هي بعد الألف التي بعد اللام والألف لا يتصل بها في البعدية شي‏ء من الحروف فالهاء بعد اللام مقطوعة عن كل شي‏ء فذلك الاتصال باللام في الخط ليس باتصال فالهاء واحدة والألف واحدة فاضرب الواحد في مثله يكن واحدا فصح انفصال الخلق عن الحق فبقي الحق وإذا صح تخلق اللام الملكية لما تورده عليها لام الملكوت فلا تزال تضمحل عن صفاتها وتفني عن رسومها إلى أن تحصل في مقام الفناء عن نفسها فإذا فنيت عن ذاتها فنى الجزء لفنائها واتحدت اللامان لفظا ينطق بها اللسان مشددة للادغام الذي حدث فصارت موجودة بين ألفين اشتملا عليها وأحاطا بها فأعطتنا الحكمة الموهوبة لما سمعنا لفظ الناطق بلا بين ألفين علمنا علم الضرورة أن المحدث فنى بظهور القديم فبقي ألفان أولى وأخرى وزال الظاهر والباطن بزوال اللامين بكلمة النفي فضربنا الألف في الألف ضرب الواحد في الواحد فخرجت لك الهاء فلما ظهرت زال حكم الأول والآخر الذي جعلته الواسطة كما زال حكم الظاهر والباطن فقيل عند ذلك كان الله ولا شي‏ء معه ثم أصل هذا الضمير الذي هو الهاء الرفع ولا بد فإن انفتح أو انخفض فتلك صفة تعود على من فتحه أو خفضه فهي عائدة على العامل الذي قبل في اللفظ

(تكملة) [الحركات والحروف والمخارج في اسم الجلالة]

ثم أوجد سبحانه الحركات والحروف والمخارج تنبيها منه سبحانه وتعالى إن الذوات تتميز بالصفات والمقامات فجعل الحركات نظير الصفات وجعل الحروف نظير الموصوف وجعل المخارج نظير المقامات والمعارج فأعطى لهذا الاسم من الحروف على عموم وجوهه من وصل وقطع ء أ ل ه وهمزة وألفا ولا ما وهاء وواوا فالهمزة أولا والهاء آخر أو مخرجهما واحد مما يلي القلب ثم جعل بين الهمزة والهاء حرف اللام ومخرجه اللسان ترجمان القلب فوقعت النسبة بين اللامين والهمزة والهاء كما وقعت النسبة بين القلب الذي هو محل الكلام وبين اللسان المترجم عنه قال الأخطل‏


مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 412 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 413 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 414 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 415 من مخطوطة قونية
futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة 416 من مخطوطة قونية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

الصفحة 105 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الوصول السريع إلى [الأبواب]: -
[0] [1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11] [12] [13] [14] [15] [16] [17] [18] [19] [20] [21] [22] [23] [24] [25] [26] [27] [28] [29] [30] [31] [32] [33] [34] [35] [36] [37] [38] [39] [40] [41] [42] [43] [44] [45] [46] [47] [48] [49] [50] [51] [52] [53] [54] [55] [56] [57] [58] [59] [60] [61] [62] [63] [64] [65] [66] [67] [68] [69] [70] [71] [72] [73] [74] [75] [76] [77] [78] [79] [80] [81] [82] [83] [84] [85] [86] [87] [88] [89] [90] [91] [92] [93] [94] [95] [96] [97] [98] [99] [100] [101] [102] [103] [104] [105] [106] [107] [108] [109] [110] [111] [112] [113] [114] [115] [116] [117] [118] [119] [120] [121] [122] [123] [124] [125] [126] [127] [128] [129] [130] [131] [132] [133] [134] [135] [136] [137] [138] [139] [140] [141] [142] [143] [144] [145] [146] [147] [148] [149] [150] [151] [152] [153] [154] [155] [156] [157] [158] [159] [160] [161] [162] [163] [164] [165] [166] [167] [168] [169] [170] [171] [172] [173] [174] [175] [176] [177] [178] [179] [180] [181] [182] [183] [184] [185] [186] [187] [188] [189] [190] [191] [192] [193] [194] [195] [196] [197] [198] [199] [200] [201] [202] [203] [204] [205] [206] [207] [208] [209] [210] [211] [212] [213] [214] [215] [216] [217] [218] [219] [220] [221] [222] [223] [224] [225] [226] [227] [228] [229] [230] [231] [232] [233] [234] [235] [236] [237] [238] [239] [240] [241] [242] [243] [244] [245] [246] [247] [248] [249] [250] [251] [252] [253] [254] [255] [256] [257] [258] [259] [260] [261] [262] [263] [264] [265] [266] [267] [268] [269] [270] [271] [272] [273] [274] [275] [276] [277] [278] [279] [280] [281] [282] [283] [284] [285] [286] [287] [288] [289] [290] [291] [292] [293] [294] [295] [296] [297] [298] [299] [300] [301] [302] [303] [304] [305] [306] [307] [308] [309] [310] [311] [312] [313] [314] [315] [316] [317] [318] [319] [320] [321] [322] [323] [324] [325] [326] [327] [328] [329] [330] [331] [332] [333] [334] [335] [336] [337] [338] [339] [340] [341] [342] [343] [344] [345] [346] [347] [348] [349] [350] [351] [352] [353] [354] [355] [356] [357] [358] [359] [360] [361] [362] [363] [364] [365] [366] [367] [368] [369] [370] [371] [372] [373] [374] [375] [376] [377] [378] [379] [380] [381] [382] [383] [384] [385] [386] [387] [388] [389] [390] [391] [392] [393] [394] [395] [396] [397] [398] [399] [400] [401] [402] [403] [404] [405] [406] [407] [408] [409] [410] [411] [412] [413] [414] [415] [416] [417] [418] [419] [420] [421] [422] [423] [424] [425] [426] [427] [428] [429] [430] [431] [432] [433] [434] [435] [436] [437] [438] [439] [440] [441] [442] [443] [444] [445] [446] [447] [448] [449] [450] [451] [452] [453] [454] [455] [456] [457] [458] [459] [460] [461] [462] [463] [464] [465] [466] [467] [468] [469] [470] [471] [472] [473] [474] [475] [476] [477] [478] [479] [480] [481] [482] [483] [484] [485] [486] [487] [488] [489] [490] [491] [492] [493] [494] [495] [496] [497] [498] [499] [500] [501] [502] [503] [504] [505] [506] [507] [508] [509] [510] [511] [512] [513] [514] [515] [516] [517] [518] [519] [520] [521] [522] [523] [524] [525] [526] [527] [528] [529] [530] [531] [532] [533] [534] [535] [536] [537] [538] [539] [540] [541] [542] [543] [544] [545] [546] [547] [548] [549] [550] [551] [552] [553] [554] [555] [556] [557] [558] [559] [560]


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!