Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الفراسة وأسرارها

للحق لا لي فابدأ بها وأوثرها على غيرها من النفوس من كونها لله لا لي فلهذا تكمل الفتوة في تركها المعلوم عند المحجوبين عن إدراك حقائق الأمور فإن مالكها أمرني بتقديمها في أداء الحقوق‏

[حكاية صاحب السفرة والتدقيق في شأن الفتوة التي هي شرف الفطرة]

وأما حكاية صاحب السفرة وهي أن شيخا من المشايخ جاءه أضياف فأمر تلميذه أن يأتيه بسفرة الطعام فأبطأ عليه فسأله ما أبطأ بك فقال وجدت النمل على السفرة فلم أر من الفتوة إن أخرجهم فتربصت حتى خرجوا من نفوسهم فقال له الشيخ لقد دققت فجعل هذا الفعل من تدقيق باب الفتوة ونعم ما قال ونعم ما فاته فلو قال أحد لهذا الشيخ كيف شهد له بالتدقيق في الفتوة على جهة المدح والأضياف متالمون بالتأخير والانتظار ومراعاة الأضياف أولى من مراعاة النمل فإن قال الشيخ النمل أقرب إلى الله من حيث طاعتهم لله من الإنسان لما يوجد فيه من المخالفة وكراهة بعض الأمور التي هي غير مستلذة قلنا وجلد الإنسان وجوارحه وشعره وبشره ناطق بتسبيح الله تعالى كالنمل ولهذا تشهد يوم القيامة على النفس الناطقة الكافرة الجاحدة قال تعالى وقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا وقال يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ فهم عدول وشهادتهم مقبولة فكان الأولى مراعاة الأضياف الذين أمر الشارع بتعجيل تقديم الطعام لهم فلو تفتي هذا الخادم وترك السفرة للنمل واستأذن الشيخ وعرفه بالقصة ونظر في تقديم أمر آخر للاضياف كان أولى وأدق في الفتوة

(الباب الثامن والأربعون ومائة في معرفة مقام الفراسة وأسرارها)

إن الفراسة نور النقل جاء به *** لفظ النبي الرسول المصطفى الهادي‏

رب الفراسة من كان الإله له *** عينا وسمعا وذاك الناشى‏ء الشادى‏

وما النهاية إلا أن يقوم به *** عكس القضية في غيب وإشهاد

[الفراسة نعت إلهى قهرى حكمها متعلق بالشاردين‏]

الفراسة من الافتراس فهو نعت إلهي قهري حكمه في الشوارد خوفا من صاحب هذه الصفة والشرود سببه خوف طبيعي إما على النفس إن تفارق بدنها الذي ألفته وظهر سلطانها فيه وإما من حيث ما ينسب إليها من الذم الذي يطلقه عليها المفترس بالفراسة الطبيعية أو بالفراسة الإلهية فلهذا لا تتعلق إلا بالشاردين لأن الغالب على العالم الجهل بنفوسهم وسبب جهلهم التركيب فلو كانوا بسائط غير مركبين من العناصر لم يتصفوا بهذا الوصف‏

[المتفرس له علامات في التفرس فيه بتلك العلامات يستدل عليه وبها يهديه‏]

فاعلم أن الفراسة إذا اتصف بها العبد له في المتفرس فيه علامات بتلك العلامات يستدل والعلامات منها طبيعية مزاجية وهي الفراسة الحكمية ومنها روحانية نفسية إيمانية وهي الفراسة الإلهية وهو نور إلهي في عين بصيرة المؤمن يعرف به إذ يكشف له ما وقع من المتفرس فيه أو ما يقع منه أو ما يؤول إليه أمره ففراسة المؤمن أعم تعلقا من الفراسة الطبيعية فإن الفراسة غاية ما تعطي من العلوم العلم بالأخلاق المذمومة والمحمودة وما يؤدي إلى العجلة في الأشياء والريث فيها والحركات البدنية كلها وسأورد في هذا الباب طرفا منهما أعني من الفراستين بعد تحقيق ماهيتهما

[الفراسة الإلهية تعطى ما تعطيه الفراسة الطبيعية وزيادة]

والفراسة الإلهية تتعلق بعلم ما تعطيه الفراسة الطبيعية وزيادة وهي إنها تعطي معرفة السعيد من الشقي ومعرفة الحركة من الإنسان المرضية عند الله من غير المرضية التي وقعت منه من غير حضور صاحب هذا النور فإذا حضر بين يديه بعد انقضاء زمان تلك الحركة وقد ترك ذلك العمل في العضو الذي كان منه ذلك العمل علامة لا يعرفها إلا صاحب الفراسة فيقول له فيها بحسب ما كانت الحركة من طاعة ومعصية كما اتفق لعثمان رضي الله عنه وذلك أنه دخل عليه رجل فعند ما وقعت عليه عينه قال يا سبحان الله ما بال رجال لا يغضون أبصارهم عن محارم الله وكان ذلك الرجل قد أرسل نظره فيما لا يحل له إما في نظره إلى عورة إنسان أو نظر في قعر بيت مسكون وما أشبه ذلك فقال له الرجل أ وحي بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال لا ولكنها فراسة أ لم تسمع إلى‏

قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله‏

وعند ما دخلت على رأيت ذلك في عينيك فهذا معنى قولنا إنها تترك علامة في العضو الذي كان منه ذلك العمل المحمود أو المذموم‏

[الفراسة الطبيعية ومعطياتها]

والفراسة الطبيعية تعطي معرفة المعتدل في جميع أفعاله وأقواله وحركاته وسكناته ومعرفة المنحرف في ذلك كله فيفرق بالنظر في أعضائه ونشأة كل عضو بين الأخرق والعاقل والذكي والفطن والفدم الغمر والشبق وغير الشبق والغضوب وغير الغضوب والخبيث وغير الخبيث والخداع المحتال والسليم المسلم والنزق وغير النزق وما أشبه هذا

[الفراسة الإيمانية نور في عين البصيرة كالنور لعين البصر]

فاعلم أولا أن الفراسة الإيمانية وبها نبدأ أنها نور

إلهي يعطاه المؤمن لعين البصيرة يكون كالنور لعين البصر وتكون العلامة في المتفرس فيه كنور الشمس الذي تظهر به المحسوسات للبصر فكما يفرق البصر بما فيه من النور وبما كشف له نور الشمس من المحسوسات فيعرف صغيرها من كبيرها وحسنها من قبيحها وأبيضها من أسودها من أحمرها من أصفرها ومتحركها من ساكنها وبعيدها من قريبها وعاليها من أسفلها كذلك نور الفراسة الإيمانية يعرف محمودها من مذمومها

[الحكمة في إضافة نور فراسة المؤمن إلى الله‏]

وإنما أضيف نور الفراسة إلى الله الذي هو الاسم الجامع لأحكام الأسماء لأنه يكشف المحمود والمذموم وحركات السعادة في الدار الآخرة وحركات الشقاء إلى أن يبلغ بعضهم إذا رأى وطأة شخص في الأرض وهو أثره والشخص ليس بحاضر يقول هذا قدم سعيد وهذا قدم شقي مثل ما يفعله القائف الذي يتبع الأثر فيقول صاحب هذا الأثر أبيض مثلا أعور العين ويصف خلقته كأنه رآه وما طرأ عليه في خلقه من الأمور العوارض يرى ذلك كله في أثره من غير أن يرى شخصه ويحكم في الأنساب ويلحق الولد بأبيه إذا وقع الاختلاف فيه لعدم المناسبة في الشبه الظاهر المعتاد بين الآباء والأبناء

[الحركات الكوكبية وسباحتها في الأفلاك العلوية]

فأضاف نور الفراسة إلى الله لأجل هذا فلو أضافها إلى الاسم الحميد مثلا لم ير صاحب هذا النور إلا المحمود السعيد خاصة وكذلك لو أضاف إلى أي اسم إلهي لكان بحسب ما تعطي حقيقة ذلك الاسم فلما أضاف ذلك النور إلى الله أدرك به الخيرات والشرور الواقعة في الدنيا والآخرة والمذام والمحامد ومكارم الأخلاق وسفسافها وما تعطيه الطبيعة وما تعطيه الروحانية ويفرق بهذا النور بين الأحكام الشرعية وهي خمسة أحكام ويعرف بهذا النور لمن استند صاحب تلك الحركة من الأسماء الإلهية ومن ينظر إليه من الأرواح العلوية وما له من الآيات من الحركات الكوكبية لأن الله ما جعل سباحتها في الأفلاك باطلا بل لأمور أودعها الله تعالى في المجموع فيها وفي حركاتها وفي قطعها في البروج المقدرة في الفلك الأقصى وهو قوله وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها فهي تؤدي في تلك السباحة ما أمنت عليه من الأمور التي يطلبها العالم العنصري‏

[الطبيعة خلقها الله دون النفس وفوق الهباء]

واعلم أن الطبيعة التي خلقها الله تعالى دون النفس وفوق الهباء فلما أراد الله إيجاد الأجسام الطبيعية وما ثم عندنا إلا جسم طبيعي أو عنصري والعناصر أجسام طبيعية وإن تولد عنها أجساد أخر فكل ذلك من آثار الله فيما خلق الله الطبيعة عليها والطبيعة عبارة عن أمور أربعة إذا تألفت تألفا خاصا حدث عنه ما يناسب تلك الألفة بتقدير العزيز العليم فلذلك اختلفت أجسام العالم لاختلاف ذلك المزاج فأعطى كل جسم في العالم بحسب ما اقتضاه مزاجه‏

[خلق العناصر وهي الأركان الأربعة]

وما زال الأمر ينزل إلى أن خلق الله العناصر وهي الأركان فضم الحرارة إلى اليبوسة على طريق خاص فكان من ذلك المزج ركن النار الذي يعبر عنه أيضا بعنصر النار ثم الهواء كذلك ثم الماء ثم التراب ثم جعل سبحانه يستحيل بعضها إلى بعض بوسائط وبغير وسائط فإذا تنافر العنصران من جميع الوجوه استحال إلى المناسب ثم استحال ذلك المناسب إلى المناسب إليه الآخر الأقرب الذي كان منافرا للمستحيل الأول فقبل الاستحالة إليه بوساطة هذا المناسب الأقرب من سخافة أو كثافة

[خلق الجسم الحيواني من أربع طبائع‏]

ثم خلق الله الجسم الحيواني من أربع طبائع وهما المرتان والدم والبلغم وجعل سبحانه في هذه الأخلاط قوى روحانية تظهر آثارها في الجسم المركب عنها فإن كانت هذه الأخلاط في الجسم الظاهر عنها على الاعتدال أو قريب من الاعتدال أعطت ما يعطيه الاعتدال من الأمور المستحسنة المحمودة والحركات الاقتصادية في الأمور وإن لم تكن فيه على الاعتدال أعطت بحسب ما انحرفت إليه وظهر في البدن سلطان الأقوى والأكثر من هذه الأخلاط فيطرأ على الجسم من ذلك علل وعلى النفس من ذلك أخلاق‏

[العلل البدنية والنفسية والروحانية وعلاجها]

فالطبيب يداوي العلل بأن يزيد في الناقص من هذه الأخلاط وينقص من الزائد منها حتى يحصل الاعتدال والطبيب الإلهي يداوي الأخلاق ويسوس الأغراض النفسية بالذكرى والموعظة والتنبيه على معالي الأمور وما لمن قامت به من السعادة والمحمدة عند الله وعند الناس وعند الأرواح العلى فتتأيد بذلك النفس الناطقة وتكون لها هذه الذكرى كالمعينة على صلاح هذا المزاج المنحرف فتعين الطبيب المدبر لطبيعة هذا البدن وإصلاح ما اختل منه ولهذا بعض الأطباء يأمرون المرضى لأمراض خاصة باستعمال سماع الألحان المطربة والأماكن المستحسنة المتنوعة الأزهار وخرير المياه وتغاريد الطير كالبلبل وأمثاله كل ذلك طب روحاني يؤدي إلى صلاح المزاج يعين الطبيب عليه‏

وثم علل أخر لا تحتمل الأصوات بل تصلح بنقيض ما ذكرناه وذلك كله بحسب الخلط الغالب الأقوى وضعف المناقض المقابل له‏

[العلل الأصلية التي في نفس المزاج والخلقة]

وهذه العلل منها أصلية في نفس المزاج والخلقة مثل الجحوظة في العينين أو الغئورة المفرطة أو الأنف الدقيق جدا أو الغليظ جدا أو المتسع الثقب المنتفخ أو نقيضه أو البياض الشديد أو السواد الشديد أو الجعودة في الشعر أو السبوطة فيه الكثيرة أو الزرقة الشديدة في العين الفيروزجيه أو الكحولة الغائية وكذلك سائر الأعضاء في عدم الاعتدال وهو الانحراف من الاعتدال إلى أحد الميلين كما ذكرنا فإن خلق الإنسان يكون بحسب ما هي هذه الأعضاء عليه من اعتدال وانحراف‏

[الطبيب الإلهي من نبى أو وارث أو حكيم‏]

فإذا جاء هذا الطبيب الإلهي وهو النبي أو الوارث أو الحكيم فيرى ما تقتضيه هذه النشأة التي انقادت إليه وجعلت زمامها في يديه ليربيها ويسعى في سعادتها ويردها إلى خلاف ما تقتضيه نشأته إن كان منحرفا بأن يبين لها مصارف ذلك الانحراف التي يحمدها الله ويكون فيها سعادة هذه النفس فإنه لا يتمكن له أن ينشاها نشأة أخرى فقد فرغ ربك من خلق ومن خلق ولم يبق بأيدينا إلا تبيين المصارف فالمعتدل النشأة إذا كان جاهلا بالأمور السعادية عند الله التي تحتاج إلى موقف وهو رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يسأل العلماء عن الأمور التي تعطي السعادة عند الله‏

[المعتدل النشأة والمنحرف ومكارم الأخلاق‏]

وأما مكارم الأخلاق فلا يحتاج فيها إلى موقف فإن مزاج نشأته واعتدالها لا تعطيه إلا مكارم الأخلاق بل يحتاج إلى الموقف في بعض الأمور في استعمال الانحراف وهو في ذلك مكلف لما يكون في ذلك الانحراف من المصالح إما دنيا وإما آخرة وإما المجموع وأما المنحرف فتصدر منه مذام الأخلاق وسفسافها وطلب نفوذ الأغراض القائمة به ولا يبالي ما يؤول إليه أمره في نيلها فالطبيب السؤوس يستدرجه حالا بعد حال بتبيين المصارف كما ذكرناه‏

[كيف يسوس صاحب الفراسة الإيمانية المتفرس فيه‏]

فإذا جاء صاحب الفراسة الإيمانية وكان عالما بما يكون فيه المصلحة لهذا المتفرس فيه ورأى منه حركة تؤدي إلى مذموم أو تكون تلك الحركة قد وقعت منه مذمومة ساسة حتى يتمكن منه إلى أن يسلم إليه نفسه ليتحكم فيها فإن كان منحرفا كان في سلوكه صاحب مجاهدة ورياضة وإن كان معتدلا كان في سلوكه طيب النفس ملتذا صاحب فرح وسرور تهون عليه الأمور الصعاب على غيره ولا تكلف عنده في شي‏ء من مكارم الأخلاق فإذا صفت نفسه وزكت ولحقت بالعالم المطهر ونظرت بالعين الإلهي وسمعت به وتحركت بقوته عرفت مصادر الأمور ومواردها وما تنبعث عنه وما تئول إليه فذلك المعبر عنه بالفراسة الإيمانية وهي موهبة من الله تعالى ينالها السليم الطبع وغير السليم‏

[أصل الاعتدال والانحراف في العالم الموجب لغلبة بعض الأصول على بعض‏]

وأصل الاعتدال والانحراف في العالم وفي الموجب لغلبة بعض الأصول على بعضها التي لها الحكم في المركبات هي من آثار العلم الإلهي الذي منه يرحم الله من يشاء ويغفر ويعذب ويكره ويرضى ويغضب وأين الغضب من الرضي وأين العفو من الانتقام وأين السخط من الرضوان وكل ذلك جاءت به الأخبار الإلهية في الكتب المنزلة وعلمها أهل الكشف مشاهدة عين ولو لا ما وردت على ألسنة الأنبياء والرسل ونزلت بها الكتب من الله على أيديهم وأيدوا بالمعجزات ليثبت صدقهم عند الأجانب لأجل هذه الأمور الإلهية حتى تقبل منهم إذا وردوا بها فإن أدلة العقول تحيلها في الجناب الإلهي فلو نطق بها مشاهد لها مكاشف بها من غير تأييد آية تدل على صدقه جهل وطعن في نظره وأقيمت الدلالات العقلية على فساد عقله وفكره وحكم خياله عليه وأن الله لا ينبغي أن يوصف بهذه الأوصاف فهذا كان سبب نزولها على أيدي الرسل والكتب ليستريح إليها المشاهد ويأنس بكلامه إذا أتى بمثل هذا النوع‏

[لو لا شرف العلم ما شرفت الفراسة فالعلم أشرف الصفات وبه تحصل النجاة]

فلأجل هذه الأمور وردت الشرائع ولأجل الأحكام التي لا توافق أغراض الرؤساء والمقدمين لو سمعوها من غير الرسول فلما أنسوا بها من الرسل وألفت النفوس أحكام النواميس الإلهية واستصحبتها هان على الملوك والرؤساء أن يتلمذوا للصالحين ويدخلوا نفوسهم تحت أحكامهم وإن شق عليهم فهم يرجحون علمهم بذلك على ما يدركونه من مشقة خلاف الغرض فإنه على هذا الشرط أدخل نفسه فحجته قائمة على نفسه فسبحان العليم الحكيم ولو لا شرف العلم ما شرفت الفراسة لأن الفراسة لو لا ما تعطي العلم ما شرفت ولا كان لها قدر فالعلم أشرف الصفات وبه تحصل النجاة إذا حكمه الإنسان على نفسه وتصرف في أموره بحسب حكمه رَبِّ زِدْنِي عِلْماً رَبِّ زِدْنِي عِلْماً رَبِّ زِدْنِي عِلْماً واستعملني له واجعله الحاكم علي والناظر إلي إذ أنت العلم والعالم والمعلوم لك لا لنا فأعطنا منه على قدرنا

[الفراسة المذكورة عند الحكماء]

وأما الفراسة المذكورة عند الحكماء فأنا أذكر منها طرفا على ما أصلوه‏

وما جربوه واختبروه ثم اعتباره في الصفات بما تقتضيه طريقنا في هذا الكتاب مختصرا كافيا إن شاء الله تعالى‏

[بدء خلق الإنسان المعتدل النشأة]

اعلم أن الله تعالى إذا أراد أن يخلق إنسانا معتدل النشأة ليكون جميع حركاته وتصرفاته مستقيمة وفق الله الأب لما فيه صلاح مزاجه ووفق الأم أيضا لذلك فصلح المني من الذكر والأنثى وصلح مزاج الرحم واعتدلت فيه الأخلاط اعتدال القدر الذي به يكون صلاح النطفة ووقت الله لإنزال الماء في الرحم طالعا سعيدا بحركات فلكية جعلها الله علامة على الصلاح فيما يكون في ذلك من الكائنات فيجامع الرجل امرأته في طالع سعيد بمزاج معتدل فينزل الماء في رحم معتدل المزاج فيتلقاه الرحم ويوفق الله الأم ويرزقها الشهوة إلى كل غذاء يكون فيه صلاح مزاجها وما تتغذى به النطفة في الرحم فتقبل النطفة التصوير في مكان معتدل ومواد معتدلة وحركات فلكية مستقيمة

[السمات البدنية والنفسية للإنسان المعتدل النشأة]

فتخرج النشأة وتقوم على أعدل صورة فتكون نشأة صاحبها معتدلة ليس بالطويل ولا بالقصير لين اللحم رطبة بين الغلظ والرقة أبيض مشربا بحمرة وصفرة معتدل الشعر طويله ليس بالسبط ولا الجعد القطط في شعره حمرة ليس بذاك السواد أسيل الوجه أعين عينه مائلة إلى الغور والسواد معتدل عظيم الرأس سائل الأكتاف في عنقه استواء معتدل اللبة ليس في وركه ولا صلبه لحم خفي الصوت صاف ما غلظ منه وما رق مما يستحب منه غلظة أو رقته في اعتدال طويل البنان للرقة سبط الكف قليل الكلام والصمت إلا عند الحاجة ميل طبائعه إلى الصفراء والسوداء في نظره فرح وسرور قليل الطمع في المال ليس يريد التحكم عليك ولا الرئاسة ليس بعجلان ولا بطي‏ء فهذا قالت الحكماء أعدل الخلقة وأحكمها وفيها خلق سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ليصح له الكمال في النشأة كما صح له الكمال في المرتبة فكان أكمل الناس من جميع الوجوه ظاهرا وباطنا

[دور الأم في تكوين النشأة الإنسانية]

فإن اتفق أن يكون في الرحم اختلال مزاج فلا بد أن يؤثر ذلك الاختلال في نشأة الإنسان في الرحم في عضو من أعضائه أو في أكثر الأعضاء أو في أقلها بحسب ما تكون المادة في الوقت لذلك العضو من القوة الجاذبة التي تكون في النطفة فيخرج ذلك إما في كلية النشأة وإما في بعض أعضائها

[الملامح الظاهرية الدالة على الطبائع النفسية]

فمن ذلك والله الموفق أن البياض الصادق مع الشقرة والزرقة الكثيرة دليل على القحة والخيانة والفسوق وخفة العقل فإن كان مع ذلك واسع الجبهة ضيق الذقن أزعر أوجن كثير الشعر على الرأس فقال أهل الفراسة من الحكماء إن التحفظ ممن هذه صفته كالتحفظ من الأفاعي القتالة فإن كان الشعر خشنا دل على الشجاعة وصحة الدماغ وإن كان لينا دل على الجبن وبرد الدماغ وقلة الفطنة وإن كان الشعر كثيرا على الكتفين والعنق دل على الحمق والجراءة وإن كثر على الصدر والبطن دل على وحشية الطبع وقلة الفهم وحب الجور والشقرة دليل على الجبن وكثرة الغضب وسرعته والتسلط والأسود من الشعر يدل على السكون الكثير في العقل والأناة وحب العدل والمتوسط بين هذين يدل على الاعتدال وإن كانت الجبهة منبسطة لا غضون فيها دل على الخصومة والشغب والرقاعة والصلف فإن كانت الجبهة متوسطة في النتو والسعة وكانت فيها غضون فهو صدوق محب فهم عالم يقظان مدبر حاذق ومن كان عظيم الأذنين فهو جاهل إلا أنه يكون حافظا ومن كان صغير الأذنين فهو سارق أحمق وإن كان الحاجب كثير الشعر دل على الغي وغث الكلام فإن امتد الحاجب إلى الصدغ فصاحبه تياه صلف ومن رق حاجبه فاعتدل في الطول والقصر وكانت سوداء فهو يقظان فإن كان العين أزرق فهي أردأ العيون وأردأ الزرق الغير وزجية فمن عظمت عيناه وجحظت فهو حسود وقح كسلان غير مأمون وإن كانت زرقاء كان أشد وقد يكون غاشا ومن كانت عيناه متوسطة مائلة إلى الغور والكحلة والسواد فهو يقظان فهم ثقة محب فإذا أخذت العين في طول البدن فصاحبها خبيث ومن كانت عينه جامدة قليلة الحركة كالبهيمة ميت النظر فهو جاهل غليظ الطبع ومن كان في عينه حركة بسرعة وحدة نظر فهو محتال لص غادر ومن كانت عينه حمراء فهو شجاع مقدام فإن كان حواليها نقط صفر فصاحبها أشر الناس وأرداهم وإن كان أنفه دقيقا فصاحبه نزق ومن كان أنفه يكاد يدخل في فمه فهو شجاع ومن كان أفطس فهو شبق ومن كان أنفه شديد الانتفاخ فهو غضوب وإذا كان غليظ الوسط مائلا إلى الفطوسة فهو كذوب مهذار وأعدل الأنوف ما طال غير طول فاحش ومن كان أنفه متوسط الغلظ وقناه‏

غير فاحش فهو دليل على العقل والفهم ومن كان واسع الفم فهو شجاع ومن كان غليظ الشفتين فهو أحمق ومن كان متوسط الشفتين في الغلظ مع حمرة صادقة فهو معتدل ومن كانت أسنانه ملتوية أو ناتئة فهو خداع متحيل غير مأمون ومن كانت أسنانه منبسطة خفافا بينهما فلج فهو عاقل ثقة مأمون مدبر ومن كان لحم الوجه منه منتفخ الشدقين فهو جاهل غليظ الطبع ومن كان نحيف الوجه أصفر فهو ردى‏ء خبيث خداع شكس ومن طال وجهه فهو وقح ومن كانت أصداغه منتفخة وأوداجه ممتلئة فهو غضوب ومن نظرت إليه فاحمر وخجل وربما دمعت عيناه أو تبسم تبسما لا يريده فهو لك متودد محب فيك لك في نفسه مهابة وإن كان ذا صوت جهر دل على الشجاعة والمعتدل بين الكد والتأني والغلظ والرقة دل على العقل والتدبير والصدق وسرعة الكلام ورقته يدل على الكذب والقحة والجهل الغلظ في الصوت دليل على الغضب وسوء الخلق الغنة في الصوت دليلة على الحمق وقلة الفطنة وكبر النفس التحرك الكثير دليل على الصلف والهذر والخداع والوقار في الجلسة وتدارك اللفظ وتحريك اليد في فضول الكلام دليل على تمام العقل والتدبير وصحة العقل قصر العنق دليل على الخبث والمكر طول العنق ورقته دليل على الحمق والجبن والصياح فإن انضاف إليهما صغر الرأس فإنه يدل على الحمق والسخف غلظ العنق يدل على الجهل وكثرة الأكل اعتدال العنق في الطول والغلظ دليل على العقل والتدبير وخلوص المودة والثقة والصدق البطن الكبير يدل على الحمق والجهل والجبن لطافة البطن وضيق الصدر يدلان على جودة العقل وحسن الرأي عرض الكتفين والظهر يدلان على الشجاعة وخفة العقل انحناء الظهر يدل على الشكاسة والنزاقة استواء الظهر علامة محمودة بروز الكتفين دليل على سوء النية وقبح المذهب إذا طالت الذراعان حتى يبلغ الكف الركبة دل على الشجاعة والكرم ونبل النفس وإذا قصرت فصاحبها جبان محب في الشر الكف الطويلة مع الأصابع الطوال تدل على النفوذ في الصنائع وإحكام الأعمال وتدبير الرئاسة اللحم الغليظ في القدم يدل على الجهل وحب الجور القدم الصغير اللين يدل على الفجور رقة العقب تدل على الحسن غلظ العقب يدل على الشجاعة غلظ الساقين مع العرقوبين دليل على البله والقحة من كانت خطأه واسعة بطيئة فهو منجح في جميع أعماله مفكر في عواقبه والضد للضد

[الرياضة وإزالة العلم في إزالة كل صفة مذمومة]

فهذا ما نقلته من أقوال الحكماء من أهل التجربة من العلماء بالطبيعة وهذه النعوت قد تكثر وتقل والحكم للغالب وقد تتساوى في الشخص فيدفع هذا حكم هذا بأن يكون في الشخص حكم أحدها بوجه في قضية خاصة وحكم أحدها بوجه آخر في قضية خاصة وبالجملة فإن الرياضة واستعمال العلم مؤثر في إزالة حكم كل صفة مذمومة مما ذكر ومن جرب وجد صحة ما قلناه فإن العادة طبيعة خامسة لها أثر في الطبيعة الأصلية هذا كله مجرب وصل محقق الاعتبار فيما ذكرناه من العلامات التي أعطت الطبيعة حكمها فيه وشهدت لها التجارب‏

[وصل الاعتبار فيما ذكرناه من العلامات التي أعطت الطبيعة حكمها فيه وشهدت لها التجارب‏]

[اللطيفة الإنسانية لها وجه إلى النور ووجه إلى الظلمة]

فاعلم أن لطيفة الإنسان المدبرة جسده لما كان لها وجه إلى النور المحض الذي هو أبوها ووجه إلى الطبيعة وهي الظلمة المحضة التي هي أمها كانت النفس الناطقة وسطا بين النور والظلمة وسبب توسطها في المكانة لكونها مدبرة كالنفس الكلية التي بين العقل والهيولى الكل وهو جوهر مظلم والعقل نور خالص فكانت هذه النفس الناطقة كالبرزخ بين النور والظلمة تعطي كل ذي حق حقه فمتى غلب عليها أحد الطرفين كانت لما غلب عليها وإن لم يكن لها ميل إلى أحد الجانبين تلقت الأمور على الاعتدال وأنصفت وحكمت بالحق فلنذكر في هذا الوصل اعتبار ما مشى في علامات الفراسة في الجسد

[الاعتبار في البياض والسواد والطول والقصر واعتدال اللحم والشعر]

فنقول أما البياض المفرط فاستفراغ الإنسان في النظر في عالم النور بحيث لا يبقى في استفراغه ما يدبر به عالم طبيعته كأبي عقال المغربي وأمثاله فيفسد سريعا قبل حصول الكمال وكذلك اعتبار السواد المفرط وهو استفراغه في عالم شهوته وطبيعته بحيث أن يحول بينه وبين النظر في علوم الأنوار وهي العلوم الإلهية فهذا مذموم الحال بلا خلاف فإذا كان وقتا ووقتا ووفى كل ذي حق حقه كما قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لي وقت لا يسعني فيه غير ربي فذلك الإمام العادل وأما اعتبار الطول والقصر فهو مدة إقامته في النظر في أحد العالمين فأما مدة ممتدة وهي الطول أو قليلة وهي القصر وينبغي من ذلك أن تكون المدة بقدر الحاجة وأما اعتدال اللحم في الرطوبة وبين الغلظ والرقة فهو اعتدال للإنسان‏

في البرزخيات بين المعنى والحس كاللحم بين العظم والجلد وأما اعتدال الشعر فهو إقامته بين البسط والقبض‏

[الاعتبار في كونه أسيل الوجه أعين جاحظ العينيين معتدل الرأس سائل الأكتاف مستوى العنق‏]

وأما كونه أسيل الوجه فهي الطلاقة والبشاشة وأما كونه أعين فصحة النظر في الأمور وأما كون عينه مائلة إلى الغور والسواد فهو النظر في المغيبات واستخراج الأمور الخفية وأما الجحوظة فهو ميلة إلى استنباط العلوم من عالم الشهادة وهم أهل الاعتبار وأما اعتدال عظم الرأس فتوفير العقل وأما كونه سائل الأكتاف فاحتمال الأذى في الغيبة من غير أثر وأما استواء العنق فالاستشراف على الأشياء من غير ميل إليها

[الاعتبار في طول العنق وقصره وفي اعتدال اللبة وقلة اللحم وخفاء الصوت وصفائه وطول البنان‏]

وأما الطول الزائد في العنق فهو الاستشراف على ما لا ينبغي مثل التجسس وأما القصر المفرط فهو التفريط فيما ينبغي أن يستشرف عليه وأما اعتدال اللبة فاستقامة العبارة بالوزن الذي تقع به المنفعة عند المخاطب وأما قلة اللحم في الورك والصلب فهو نظره في الأمور التي يتورك عليها ويعول عليها أن يخلصه إلى أحد الطرفين فإنه إن كانت برزخية قد تقدر به في غالب الأمر وأما كونه خفي الصوت فهو حفظ السر في موضع الجهر وأما صفاء الصوت فهو أن لا يزيد فيه شيئا وأما طول البنان فللطافة التناول وأما بسط الكف فرمى الدنيا من غير تعلق‏

[الاعتبار في قلة الكلام والضحك وميل الطبع إلى المرتين‏]

وأما قلة الكلام والضحك فنظره إلى مواقع الحكمة فيتكلم ويضحك بقدر الحاجة وأما كون ميل طباعه إلى المرتين فهو أن يغلب عليه في الصفراء الجنوح إلى العالم العلوي وفي السوداء إلى العالم السفلي واستخراج ما أخفي فيه من قرة أعين مما تحجب الطبيعة أكثر العقول في النظر فيها لما يسبق في أذهانهم من ذم الطبيعة وأما كونه في نظره فرح وسرور فهو استجلاب نفوس الغير إليه بالمحبة وأما كونه قليل الطمع في المال فهو البعد عن كل ما يميل به إلى ما لا فائدة له فيه وأما كونه ليس يريد التحكم عليك ولا الرئاسة فهو شغله بكمال عبوديته لا به وأما كونه ليس بعجلان ولا بطي‏ء أي ليس بسريع الأخذ مع القدرة ولا عاجز

[مرجع أرباب الفراسة الحكمية والإيمانية في تقسيم الأمور إلى محمود ومذموم‏]

وكذلك أيضا لما نظرنا إلى أرباب الفراسة الحكمية وجدناهم راجعين في ذلك إلى طرفين وواسطة وقسموا الأمور إلى محمود ومذموم أعني الأخلاق وجعلوا الخير كله في الوسط وجعلوا الانحراف في الطرفين فقالوا في الأبيض الشديد البياض والأشقر الأزرق ما سمعت من الذم وأنه غير محمود وكذلك الشديد السواد والرقيق الأنف جدا مذموم كل هذا والمعتدل بينهما الغير مائل إلى أحد الطرفين مثلا خارجا عن الحد هو المحمود على نحو ما تقدم فلما رأيناهم قد قصروها على ما ذكرنا نظرنا إلى ذلك في هذا العالم الإنساني أين ظهر الحسن والقبح فقلنا لا حسن يقع به المنزلة عند الله ولا قبح يقع باجتنابه الخير من الله إلا ما حسنه الشرع وقبحه فلما رأينا الحمد والذم على الفعل من جهة ما شرعا نظرنا كيف نجمع طرفين وواسطة لنجعل الطرفين مخالفا لحكم الوسط الذي هو محل الاعتدال‏

[الإنسان لا يخلو أن يكون واحدا من ثلاثة بالنظر إلى الشرع‏]

فنقول لا يخلو الإنسان أن يكون واحدا من ثلاثة بالنظر إلى الشرع وهو إما أن يكون باطنيا محضا وهو القائل بتجريد التوحيد عندنا حالا وفعلا وهذا يؤدي إلى تعطيل أحكام الشرع كالباطنية والعدول عما أراد الشارع بها وكل ما يؤدي إلى هدم قاعدة دينية مشروعة فهو مذموم بالإطلاق عند كل مؤمن وإما أن يكون ظاهريا محضا متغلغلا متوغلا بحيث أن يؤديه ذلك إلى التجسيم والتشبيه فهذا أيضا مثل ذلك ملحق بالذم شرعا فأما أن يكون جاريا مع الشرع على فهم اللسان حيثما مشى الشارع مشى وحيثما وقف وقف قدما بقدم وهذه حالة الوسط وبه صحت محبة الحق له قال تعالى أن يقول نبيه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فاتباع الشارع واقتفاء أثره يوجب محبة الله للعباد وصحة السعادة الدائمة فهذا وجه مقابلة النسختين فإن قال قائل هذا مجمل فكيف يعرف تفصيله فإنا إذا رأينا رجلا ساكنا يشهد الصلوات والجماعات وهو مع ذلك منافق مصر فنقول إن السكون وشهود الصلوات وشبه ذلك من عالم الشهادة وكونه كافرا بذلك في قلبه فهو من عالم الغيب ونحن إذا حصلت لنا الفراسة الذوقية الإيمانية كما ذكرناها وكما نتمها إن شاء الله تعالى حكمنا بكونه كافرا في نفوسنا وأبقينا ماله ودمه معصوما شرعا لظهور كلمة التوحيد فمعاملتنا له على هذا الحد وما كلفنا غير هذا

[العالم العلوي هو المحرك عالم الحس والشهادة]

ثم لتعلم وفقك الله أن العالم العلوي بالجملة هو المحرك عالم الحس والشهادة وتحت قهره حكمة من الله تعالى لا لنفسه استحق ذلك فعالم الشهادة لا يظهر فيه حكم حركة ولا سكون ولا أكل ولا شرب ولا كلام ولا صمت إلا عن عالم الغيب وذلك أن الحيوان لا يتحرك إلا عن قصد وإرادة وهما من عمل القلب والإرادة من عالم الغيب والتحرك وما شاكله من عالم الشهادة وعالم الشهادة كلما أدركناه بالحس عادة وعالم‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!