﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ العارف مسود الوجه في الدنيا و الآخرة و مبيض وجه الوجه في النشأة في الحافرة اسوداد السيادة لما كان عليه من العبادة و بهذا مدح سبحانه عباده وجه الشيء كونه و ذاته و عينه و وجهه ما يقابل به من استقبله و لو كان أمله
[سر الاكتفاء بالموجود في الوجود]
و من ذلك سر الاكتفاء بالموجود في الوجود من الباب 116 لما دعا اللّٰه الأرواح من هيأ كلها بمشاكلها كلها اكتفت في الشهود بهذا القدر من الوجود و القناعة مال لا ينفد و سلطانها لا يبعد من اكتفى اشتفى و لو كان على شفى ما سوى الوجود عدم و لو حكم عليه بالقدم إنما وقع الاكتفاء بالموجود لعلمه بأنه ما ثم سواه في الوجود فإن الإنسان مجبول على الطمع فلا يقال فيه يوما إنه قنع و إنه يعلم أن ثم أمرا يمكن أن يجوزه إليه و يحصله لديه و إنما علم بالحال أن ذلك محال فقنع بما وجد و قال ما ثم إلا ما شهد أ لا تراه إذا فتح الحق عينه ببصره و فتق سمعه إلى صدق خبره يطمع و يطمع و يجمع و لا يقنع و من هنا أمره الحق أمرا حتما أن يقول ﴿رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [ طه:114] فمن قنع جهل و أساء الأدب فلا يزهد في الطلب فإن اللّٰه ما أراد منك في هذا الأمر إلا دوام الافتقار و وجود الاضطرار
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية