﴿وَ لاٰ تَتَّخِذُوا أَيْمٰانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ﴾ [النحل:94] إن كنتم أمنا الايمان برزخ بين إسلام و إحسان فله من الإسلام ما يطلبه عالم الأجسام و محل الانقسام و له من الإحسان ما يشهد به المحسان فمن آمن فقد أسلم و أحسن و من جمع بين الطرفين فاز بالحسنيين بالإيمان ثبت النسب بينك و بين الرحمن فهو المؤمن بك و لك و إن أقامك فيما يناقض أملك لو لا أسماء الحذر ما كان للأمان أثر قيدت الأسماء بالحسنى لدلالتها على المسمى الأسنى فإن نظر العالم إلى تشتت مبانيها و اختلاف معانيها و فيما ذا تتحد و بما ذا تنفرد بإخوة الايمان ترث فلا تأسف على إخوة النسب و لا تكترث المؤمن أخو المؤمن لا يسلمه و ما ترك فهو يتسلمه الايمان و الإحسان إخوان و الإسلام بينهما نسب رابط فلا تغالط الإسلام صراط قويم و الايمان خلق كريم عظيم و الإحسان شهود القديم لو لا الإحسان ما عرف صورته الإنسان فإن الايمان تقليد و العلم في شاهد و مشهود إذا صح الانقياد كانت علامته خرق المعتاد المؤمن من أمن جاره بواثقه و المحسن من قطع منه علائقه و المسلم من حقق عوائقه و جعلها إلى مطلوبه طرائقه فسلك فيها سواء السبيل و لم يجنح إلى تأويل فعرس في أحسن مقيل في خفض عيش و ظل ظليل : ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية