فإني لست أنفيه *** لذا سميت إنسانا
لما انتقل العلم إليه بقوله حتى نعلم سكت العارف لما سمع ذلك و ما تكلم و تأول عالم النظر هذا القول حذرا من جاهل يتوهم و مرض قلب المشكك و تألم و سربة العالم بالله الهمهم و لكنه ما تكلم بل تكتم و قال مثل ما قاله الظاهري اللّٰه أعلم فالإلهي علم و المحدث سلم فاحمد اللّٰه الذي ﴿عَلَّمَكَ مٰا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كٰانَ فَضْلُ اللّٰهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾ [النساء:113] فثابر على شكره و ألزم فإذا رأيت من يفرق بين الحد و الذم قل له لا تتقدم فتندم فإن جدارك تهدم و ظهر المعمى فآمن من كان بالأمس قد أسلم فإذا المعطي عين الآخذ فعلى نفسه تكرم فهذه شعائر اللّٰه من عظمها عظم فعظم و من اهتضمها اهتضم فأين أصحاب الهمم و أهل الجود و الكرم يوضحون المبهم و يفتحون ما طبع عليه و ختم فتبرز مخدرات الغيوب و الظلم ذوات الثنايا الغر و اللمم فيأخذ بهم ذات اليمين على الطريق الأمم لينظر سائر الأمم ما خصت به أمة من أوتي جوامع الكلم و فنون الحكم محمد بن عبد اللّٰه ﷺ فبه بدىء الأمر و ختم فكان نبيا و آدم بين الماء و الطين ما خمرت طينته و ما علم و أخرت طينته ﷺ إلى أن جاءت دورة الميزان الذي عدل حين حكم فهو واضع الشرائع و رافعها روحا و نفسا و عقلا و حسا خط ذلك كله في اللوح المحفوظ القلم
[سر التعبد في التهجد]
و من ذلك سر التعبد في التهجد من الباب 18 إذا بان الصبح لذي عينين و كنا ممن أماتنا اللّٰه تعالى اثنتين و أحيانا اثنتين : ظهر في غيوبنا ما اعترفنا به من ذنوبنا فكان تهجدنا محدودا و قرآننا مشهودا و طلع الآفل في النوافل و عمرت الفرائض المرابض فقربناها ضحايا و مطوناها مطايا فربحت تجارة الأوراد و ظهر الرشاد و الإرشاد في حرق الأدب المعتاد فقعدنا بالحق في مقعد الصدق بنعت القائم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية