و خير الشاكرين و ﴿خَيْرُ النّٰاصِرِينَ﴾ [آل عمران:150] و كل ذلك اتصف به أهل اللّٰه على السنة المشروعة و الطريقة الإلهية الموضوعة فاتخذوا ذلك قربة إلى اللّٰه فالله يجعلنا من أهله فإنا من هذه الأهلية إلهية واليناه و من كونه مجيبا لما يطلبه منه عباده حين ينادونه سألناه و من كونه نزل إلينا في ألطافه الخفية و سأل منا أمورا وردت بها الأخبار الإلهية بالسنة الشرائع بادرنا إلى ذلك و قبلناه و من كونه إذا تقربنا إليه بنوافل الخيرات و أحبنا فكان سمعنا و بصرنا و جميع قوانا بهويته كنا و من كونه خلقنا دون جميع صور العالم على صورته و ما بقي اسم ورد إلا و ظهرنا به حتى أضيف إلينا وسعناه و من كونه أعطانا الانفعال عنا و التأثير في الأكوان علمنا ما حصل لنا من ذلك منه و حققناه و من استنادنا إلى ذات موجدة لها غنى عنا و لنا إليها افتقار ذاتي لإمكاننا عرفناه و من كون هذا الأمر الذي استندنا إليه له نسبة إلينا بها ظهرت أعياننا بما نحن عليه من جميع ما يقوم بنا و نتصف به علمناه و بتجليه في صورة كل شيء من العالم في قوله ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15] خشعنا له و شهدناه و من اسمه الظاهر في المظاهر فلا فاعل في الكون إلا هو رأيناه و من كونه يطلب آثار عباده و ما يكون منهم و إن كان ذلك خلقا له كما قال ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ الْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ الصّٰابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبٰارَكُمْ﴾ طالعناه و من كونه وصف نفسه بصفات المحدثات تنزلا لنا آمنا بذلك القول إذ نسبه إلى نفسه و اعتقدناه و من كونه «أوحى إلى رسوله ﷺ أن يقول لنا اعبد اللّٰه كأنك تراه»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية