فإن عجز المسكين عن حق جاره *** فلم يبق إلا أن يكون بداره
و لو أنه من كان فالحفظ قائم *** عليه به منه لبعد مزاره
فإني له كالبدر عند امتلائه *** بنور معاليه و عند سراره
[العفو الإلهي في جناب الحق كالقناعة و هي الاكتفاء بالموجود من غير مزيد]
 يدعى صاحبها عبد العفو قال اللّٰه تعالى  ﴿إِنَّ اللّٰهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾  [الحج:60] هذه الحضرة تشبه حضرة الجلال لأنها تجمع الضدين و هذه تجمع بالدلالة بين القليل و الكثير هكذا هي في أصل وضع اللسان كالجليل يجمع بين العظيم و الحقير فالعفو الإلهي في جناب الحق كالقناعة و هي الاكتفاء بالموجود من غير مزيد و الكثير ما زاد على ما تدعو إليه الحاجة فاتصاف الحضرة بالعفو إنها تعطي ما تقتضيه الحاجة لا بد من ذلك من كونه سخيا و حكيما ثم يزيد في العطاء من كونه منعما مفضلا غير محجور عليه و لا تقضي عليه الحاجات بالاقتصار على ما يكون به الاكتفاء فالعطاء للانعام هو العطاء الحق عطاء الجود و المنة لا تحكم عليه العلل و لا يدخله ملل فإنه  «قد ورد في الصحيح أن اللّٰه لا يمل حتى تملوا فإذا تركتم ترك» 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية