بطائفة و  ﴿تَوّٰابٌ حَكِيمٌ﴾  [النور:10] بطائفة و الكل نواب الحق تعالى 
توبة اللّٰه أولا *** تجعل العبد تائبا
فإذا تاب عبده *** جعل الحق تائبا
فيكون العبيد عن *** صفة الحق نائبا
لم يزل حال كل من *** تاب للعفو طالبا
أعظم التوب أن *** يكون عن التوب راغبا
فإذا كنت تائبا *** كن عن الفعل جانبا
تجد الحق في الذي *** تبتغي منه واهبا
 فالعبد الصحيح التوبة أن يتوب اللّٰه عليه لا ليتوب بل يجرم و أنت تعفو تكرما حتى لا يكون رجوعك بالمغفرة على المذنب جزاء فيكون هو الذي عاد على نفسه بالمغفرة منك فأين المنة في الرجعة الثانية التي هي رجعة المغفرة إن لم تغفر من غير توبة من المذنب فرجوع اللّٰه ينبغي أن يكون رجوع امتنان كالرجعة الأولى في قوله  ﴿ثُمَّ تٰابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا﴾  [التوبة:118] فهذه الأولى توبة امتنان فإذا تاب عليهم بالمغفرة بعد توبتهم كانت هذه التوبة الإلهية جزاء لا يتخلص الامتنان الإلهي فيها إلا على بعد و هو أن يرجع العبد في توبته إلى التوبة الأولى الإلهية التي جعلته أن يتوب و توبة الامتنان أيسر من توبة الجزاء و هي توبة الجواد الواهب المحسان الذي يعطي لينعم لا لعلة موجبة عقلا و لا شرعا و هذه إشارة كافية لمن أراد التخلق بأخلاق الكرم فمن كرمه 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية