و لما ظهر للسحرة خوف موسى مما رآه و ما علموا متعلق هذا الخوف أي شيء هو علموا أنه ليس عند موسى من علم السحر شيء فإن الساحر لا يخاف مما يفعله لعلمه أنه لا حقيقة له من خارج و أنه ليس كما يظهر لا عين الناظرين فأمر اللّٰه موسى أن يلقي عصاه و أخبر أنها ﴿تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا﴾ [ طه:69] فلما ألقى موسى عصاه فكانت حية علمت السحرة بأجمعها مما علمت من خوف موسى أنه لو كان ذلك منه و كان ساحرا ما خاف و رأوا عصاه حية حقيقة علموا عند ذلك أنه أمر غيب من اللّٰه الذي يدعوهم إلى الايمان به و ما عنده من علم السحر خبر فتلقفت تلك الحية جميع ما كان في الوادي من الحبال و العصي أي تلقفت صور الحيات منها فبدت حبالا و عصيا كما هي و أخذ اللّٰه بأبصارهم عن ذلك فإن اللّٰه يقول ﴿تَلْقَفْ مٰا صَنَعُوا﴾ [ طه:69]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية