فأعطاه هذا العلم من أجل قوله ﴿لَدُنّٰا﴾ [النساء:67] الرحمة المبطونة في المكروه و بهذه الرحمة قتل الغلام و خرق السفينة و بالرحمة الأولى أقام الجدار فلا يفرق بين هاتين الرحمتين إلا صاحب هذا الذكر فإن الرحمة هي التي تذكره ما هو يذكرها فتعطيه بذكره حقيقة ما فيها لأنها تطلب منه التعشق بها فإنه لا ظهور لها إلا به فهي حريصة على مثل هذا
[وجوب الرحمة مع زكريا]
و اعلم أن هذا الذكر تعريف إلهي بوجوب حكم الرحمة فيمن تذكره من عباده سبحانه و تعالى و جاء زكريا لا لخصوص الذكر و إنما ساقته عناية العبد فإنها ما ذكرته إلا لكونه عبدا له تعالى في جميع أحواله فأي شخص أقامه اللّٰه في هذا المقام فبرحمته به أقامه لتذكره رحمة ربه عنده تعالى فحال عبوديته هو عين رحمته الربانية التي ذكرته فأعلمت ربها أنها عند هذا العبد فأي شيء صدر من هذا الشخص فهو مقبول عند اللّٰه تعالى و من هذا المقام يحصل له من اللّٰه ما يختص به مما لا يكون لغيره و هو الأمر الذي يمتاز به و يخصه فإنه لا بد لكل مقرب عند اللّٰه من أمر يختص به و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية