﴿يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهٰا تَسْعىٰ﴾ [ طه:66] فالسعي مرئي بلا شك و بقي الشأن فيمن هو الساعي فإن الحبال على بابها ملقاة في الأرض و العصي فيعلم قطعا إن الخلق لو تجرد عن الحق ما كان و لو كان عين الحق ما خلق و لهذا يقبل الخلق الحكمين و يقبل الحق أيضا الحكمين فقبل صفات الحدوث شرعا و قبل صفات القدم شرعا و عقلا فهو المنزه المشبه و قبل الخلق الحكمين و هما أنه جمع بين نسبة الأثر له في الحق بما أعطاه من العلم به كما ذكرناه في غير موضع و بين نسبة الأثر فيه من الحق و هو أنه أوجده و لم يكن شيئا أي لم يكن موجودا فالفرقان لم يزل في نفس الأمر و لكن ما ظهر لكل أحد في كل حال من الأحوال
في كل حال من الأحوال فرقان *** أتى بذلك تشريع و برهان
و هذا الفرقان الذي أنتجه التقوى لا يكون إلا بتعليم اللّٰه ليس للنظر الفكري فيه طريق غيره فإن أعطاه اللّٰه الإصابة في النظر الفكري فما هو هذا العلم الخاص فإن الطريق تميز العلوم المشتبهة بالصورة المختلفة بالذوق ﴿وَ أُتُوا بِهِ مُتَشٰابِهاً﴾ [البقرة:25]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية