يا رب يا رب لا يبغي به بدلا *** خلقا عظيما كما قد جاء في القلم
[كان خلق محمد ﷺ القرآن]
قال اللّٰه تعالى ﴿وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [ القلم:4] و قال ﴿إِنَّ نٰاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَ أَقْوَمُ قِيلاً﴾ و «لما سألت عائشة عن خلق رسول اللّٰه ﷺ قالت كان خلقه القرآن» و إنما قالت ذلك لأنه أفرد الخلق و لا بد أن يكون ذلك الخلق المفرد جامعا لمكارم الأخلاق كلها و وصف اللّٰه ذلك الخلق بالعظمة كما وصف القرآن في قوله ﴿وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر:87] فكان القرآن خلقه فمن أراد أن يرى رسول اللّٰه ﷺ ممن لم يدركه من أمته فلينظر إلى القرآن فإذا نظر فيه فلا فرق بين النظر إليه و بين النظر إلى رسول اللّٰه ﷺ فكان القرآن انتشا صورة جسدية يقال لها محمد بن عبد اللّٰه بن عبد المطلب و القرآن كلام اللّٰه و هو صفته فكان محمد صفة الحق تعالى بجملته ف ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] لأنه لا ينطق عن الهوى : فهو لسان حق فكان ﷺ ينشئ في ليل هيكله و ظلمة طبيعته بما و فقه اللّٰه إليه من العمل الصالح الذي شرعه له صورا عملية ليلية لكون الليل محل التجلي الإلهي الزماني من اسمه الدهر تعالى يستعين بالحق لتجليه في إنشائها على الشهود و هو قوله تعالى ﴿إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كٰانَ مَشْهُوداً﴾ [الإسراء:78]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية