﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] فلم يزل الحق غيبا فيما ظهر من الصور في الوجود و أعيان الممكنات في شيئية ثبوتها على تنوعات أحوالها مشهودة للحق غيبا أيضا و أعيان هذه الصور الظاهرة في الوجود الذي هو عين الحق أحكام أعيان الممكنات من حيث ما هي عليه في ثبوتها من الأحوال و التنوع و التغيير و التبديل تظهر في هذه الصور المشهودة في عين الوجود الحق و ما تغير الحق عما هو عليه في نفسه كما إن الهباء ما تغير عن كونه هباء مع قبوله لجميع الصور فهي معان في جوهره و المعاني المنسوبة إلى تلك الصور و الأعراض و الصفات من باب قيام المعنى بالمعنى فلا تزال الحجب مسدلة و هي أعيان هذه الصور فلا يرى إلا من وراء حجاب كما لا يكلم إلا من وراء حجاب فإذا رآه الرائي كفاحا فما يراه إلا حتى يكون الحق بصره فيكون هو الرائي نفسه ببصره في صورة عبده فأعطته الصورة المكافحة إذ كانت الحاملة للبصر و لجميع القوي فتشهده في الصورة عينا من الاسم الظاهر إذ هو بصرك و كفاحا و تشهده من الاسم الباطن علما إذ هو بصر آلتك التي أدركت بها ما أدركت و إنما قلنا كفاحا لما ورد في الخبر النبوي الذي خرجه الترمذي و غيره في سياق هذه اللفظة عينها ثم إن صاحب الرؤيا إذا رأى ربه تعالى كفاحا في منامه في أي صورة يراه فيقول رأيت ربي في صورة كذا و كذا و يصدق و يصدق مع قوله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية