﴿وَ أَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهىٰ﴾ [ النجم:42] فإنما يريد بظهورنا لا بوجوهنا فإن مشينا إلى المحيط القهقري فهو من ورائنا محيط لأنه الوجود فلو لم يكن من ورائنا لكان انتهاؤنا إلى العدم و لو وقعنا في العدم ما ظهر لنا عين فمن المحال وقوعنا في العدم لأن اللّٰه و هو الوجود المحض من ورائنا محيط بنا إليه ننتهي فيحول وجوده و إحاطته بيننا و بين العدم فليس بين قوله ﴿وَ أَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهىٰ﴾ [ النجم:42] و بين قوله ﴿وَ اللّٰهُ مِنْ وَرٰائِهِمْ مُحِيطٌ﴾ [البروج:20] تقابل لا يمكن معه الجمع بينهما بل الجمع بينهما معلوم فالعالم بين النقطة و المحيط فالنقطة الأول و المحيط الآخر فالحفظ الإلهي يصحبنا حيثما كنا فيصرفنا منه إليه و الأمر دائرة ما لها طرف يشهد فيوقف عنده فلهذا قيل للمحمدي الذي له مثل هذا الكشف ﴿لاٰ مُقٰامَ لَكُمْ﴾ [الأحزاب:13]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية