و كقوله ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّٰهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمٰامِ﴾ [البقرة:210] و كقوله ﴿وَ جٰاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر:22] و أمثال هذا في الكتب المنزلة و أما أخبار الرسل المترجمين عن الحق ما أوحى به على ألسنتهم إلينا فلا تحصى كثرة من الأمور المتشابهة فلا يتبع ذلك بعد التعريف إلا من في قلبه زيغ و أما من يتبع الطرق الموصلة إلى الكشف عنها فما هو من أهل الزيغ بل هو من أهل الاستقامة فالمحمدي هو المحكم من الآيات لأنه عربي و المتشابه موسوي لأنه أعجمي فالعجمية عند أهل العجمية عربية و العربية عند الأعاجم عجمة و في الألفاظ هي مستورة بالاصطلاح و ما ثم عجمة إلا في الاصطلاح و الألفاظ و الصور الظاهرة و أما في المعاني فكلها عربية لا عجمة فيها فمن ادعى علم المعاني و قال بالشبه فلا علم له أصلا بما ادعاه أنه علمه من ذلك فإن المعاني كالنصوص عند أهل الألفاظ لأنها بسائط لا تركيب فيها و لو لا التركيب ما ظهر للعجمة صورة في الوجود و في هذا المنزل من العلوم ما لا يحصى كثرة إن ذكرناها طال الأمر فيها و لهذا المنزل السيادة على كل منزل من منازل الجمع و الوجود و قد ذكرنا حصر هذه المنازل في هذا الكتاب فيما تقدم في هذا الباب فاعلم إن هذا المنزل هو منزل البرزخ الحقيقي فإن البرزخ يتوسع فيه الناس و ما هو كما يظنون بما هو كما عرفنا اللّٰه به في كتابه في قوله في البحرين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية