وآيات ﴿لِأُولِي الْأَلْبٰابِ﴾ [آل عمران:190] و آيات ﴿لِأُولِي النُّهىٰ﴾ [ طه:54] و آيات للسامعين و هم أهل الفهم عن اللّٰه و آيات للعالمين و آيات للعالمين و آيات للمؤمنين و آيات للمتفكرين و آيات لأهل التذكر فهؤلاء كلهم أصناف نعتهم اللّٰه بنعوت مختلفة و آيات مختلفات كلها ذكرها لنا في القرآن إذا بحثت عليها و تدبرتها علمت أنها آيات و دلالات على أمور مختلفة ترجع إلى عين واحدة غفل عن ذلك أكثر الناس و لهذا عدد الأصناف
[أصناف الخلق في إدراك الآيات المعتادة]
فإن من الآيات المذكورة المعتادة ما يدرك الناس دلالتها من كونهم ناسا و جنا و ملائكة و هي التي وصف بإدراكها العالم بفتح اللام و من الآيات ما تغمض بحيث لا يدركها إلا من له التفكر السليم و من الآيات ما هي دلالتها مشروطة بأولي الألباب و هم العقلاء الناظرون في لب الأمور لا في قشورها فهم الباحثون عن المعاني و إن كانت الألباب و النهي العقول فلم يكتف سبحانه بلفظة العقل حتى ذكر الآيات لأولي الألباب فما كل عاقل ينظر في لب الأمور و بواطنها فإن أهل الظاهر لهم عقول بلا شك و ليسوا بأولي الألباب و لا شك أن العصاة لهم عقول و لكن ليسوا بأولي نهى فاختلفت صفاتهم إذ كانت كل صفة تعطي صنفا من العلم لا يحصل إلا لمن حاله تلك الصفة فما ذكرها اللّٰه سدى و كثر اللّٰه ذكر الآيات في القرآن العزيز ففي مواضع أردفها و تلا بعضها بعضا و أردف صفة العارفين بها و في مواضع أفردها فمثل إرداف بعضها على بعض مساقها في سورة الروم فلا يزال يقول تعالى ﴿وَ مِنْ آيٰاتِهِ﴾ [الروم:20] ﴿وَ مِنْ آيٰاتِهِ﴾ [الروم:20] ﴿وَ مِنْ آيٰاتِهِ﴾ [الروم:20]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية