﴿مِنْ وَرٰائِهِمْ مُحِيطٌ﴾ [البروج:20] فمتى انتقل الخلق إلى المرتبة التي كانت للحق انتقل الحق إلى المرتبة التي تليها لا يمكن له الوقوف في تلك المرتبة التي كان فيها عند انتقال الخلق إليها فانظر في هذا السر الإلهي ما أدقه و ما أعظمه في التنزيه الذي لا يصح للخلق مع الحق فيه مشاركة فالخلق أبدا يطلب أن يلحق بالحق و لا يقدر على ذلك لانتقال الحق عن تلك المرتبة و لهذا كان العدد لا يتناهى فإنه لو تناهي للحق الخلق الحق و لا يكون ذلك أبدا فالخلق خلق لنفسه و الحق حق لنفسه و مثال ذلك أن يكون جماعة من ثلاثة في نجوى بينهم قد جمعهم مجلس فالله بلا شك رابع تلك الجماعة فإن رابعهم إنسان آخر فجاء و جلس إليهم انتقل الحق من المرتبة الرابعة بمجرد مجيء ذلك الرجل أو الشخص الذي ربعهم إلى المرتبة الخامسة فإن أطالوا الجلوس بحيث أن جاء من خمس القوم انتقل الحق إلى المرتبة السادسة فيكون سادس خمس و هو سادس الجماعة أعني هذه الجماعة بعد ما كان خامس الجماعة التي خمسها ذلك الواحد فاعلم فقد نبهتك على علم عظيم تشكرني عليه عند اللّٰه فإني أرجو من اللّٰه أن ينفعني بمن علم مني ما ذكرته في كلامي هذا من العلم بالله الذي لا تجده فيما تقدم من كتب المؤلفين في هذا الفن و هذا كله نقطة من كلمة من القرآن العزيز فما عندنا من اللّٰه إلا الفهم فيه من اللّٰه و هو الوحي الإلهي الذي أبقاه الحق علينا فهذا الذي ذكرناه كان وتر رسول اللّٰه ﷺ من صلاة الليل و أما تمام الاثنتي عشرة فذلك المسمى المهيمن الخارج عن نشء صورة الوتر القوي و هو الواحد الأول و ليس إلا اللّٰه فهو المنشئ سبحانه و تعالى في كبريائه الواحد الأحد الذي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية