و لا يمكن أن يحيط مخلوق بما يجب لله تعالى من الثناء عليه لأنه لا يمكن أن يدخل في الوجود جميع الممكنات و لكل ممكن وجه خاص إلى اللّٰه منه يوجده اللّٰه و منه يعرفه ذلك الممكن و منه يثنى عليه الثناء الذي لا يعرفه إلا صاحب ذلك الوجه لا يمكن أن يعلمه غيره و لا يدل عليه بلفظ و لا إشارة فهذا مطلق الثناء على اللّٰه بكل لسان مما كان و يكون و لهذا ثواب قول القائل سبحان اللّٰه عدد خلقه لا يتصور وقوعه في الوجود لكن لا يزال يوجد ثوابه حالا بعد حال على الدوام إلى ما لا يتناهى و لهذا أيضا جاء به الشرع مثلثا أن يقول العبد ذلك ثلاث مراتب ليحصل بذلك الثواب المحسوس و الثواب المتخيل و الثواب المعنوي فينعم حسا و خيالا و عقلا كما يذكر حسا و خيالا و عقلا كما يعبد حسا و خيالا و عقلا و كذلك ذكر العبد مداد الكلمات الإلهية و كذلك زنة عرشه إذا كان العرش العالم كله بمحدده و كذلك رضا نفسه فيما يفعله أهل الجنة و أهل النار فإنهم ما يفعلون و لا يتصرفون إلا في المراضي الإلهية لأن الموطن يعطيهم ذلك بخلاف موطن الدنيا و التكليف فإنهم يتصرفون في موطن الدنيا بما يرضي اللّٰه و بما يسخطه و إنما كان ذلك لكون النار جعلها اللّٰه دار من سخط عليه فلا بد أن يتحرك أهلها فيما يسخط اللّٰه في دار الدنيا فإذا سكنوا دار النار و عمروها لا يمكن أن يتحركوا إلا في مرضاة اللّٰه و لهذا يكون المال لأهلها إلى حكم الرحمة التي ﴿وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف:156] و إن كانت دار شقاء كما يقول في الرسول الذي انتهت رسالته و فرغ منها و انقلب إلى اللّٰه أنه رسول اللّٰه و إن كان في ذلك الحال ليس برسول كذلك نقول في دار الشقاء إنها دار شقاء و إن كان أهلها فيها قد زل عنهم الشقاء و أما الثناء المقيد فالحكماء يقيدونه بصفة التنزيه لا غير و إن أثنوا عليه بصفة الفعل فبحكم الكل أو الأصالة لا يحكم لشخص و ما عدا الحكماء فيقيدون الثناء على اللّٰه بصفة الفعل و صفة التنزيه معا و هؤلاء هم الكمل لأنهم شاركوا الحكماء فيما علموا و زادوا عليهم بما جهله الحكماء و لم يعلموه لقصور همهم للشبهة التي قامت لهم و حكمت عليهم بأنه تعالى ما صدر عنه إلا الواحد المشار إليه فقط و بأنه تعالى لا يجوز عليه ما نعت به نفسه في كتابه إذ لم يثبت عندهم في نظرهم كتاب منزل و لا شخص مرسل على الوجه الذي هو الأمر في نفسه و عند أهل الكشف و الايمان انصرف و بعض عقول النظار مثل المتكلمين و غيرهم ممن يقول بذلك من جهة النظر العقلي و قد سر في العالم كله حكم صور هذه الركعات الوترية النبوية من وقت كونه نبيا ﷺ و آدم بين الماء و الطين إلى يوم القيامة نشء صورة الركعة الرابعة من الوتر انتشا منها رجل من رجال اللّٰه يدعى عبد الرحمن
[الرحمة الإلهية التي أوجد اللّٰه في عباده مخلوقة من الرحمة الذاتية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية