أي ليس لكم وجود معين دون الواحد فبالواحد تظهر أعيان الأعداد فهو مظهرها و مغنيها فالألف نعته إذا بالألف وقعت ألفة الواحد بمراتب العدد لظهوره ف ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ﴾ [الحديد:3] و إذا ضربت الواحد في نفسه لم يظهر في الخارج بعد الضرب سوى نفسه و في أي شيء ضربت الواحد لم يتضاعف ذلك الشيء و لا زاد فإن الواحد الذي ضربته في تلك الكثرة إنما ضربته في أحديتها فلهذا لم يظهر فيها زيادة فإن الواحد لا يقبل الزائد في نفسه و لا فيما يضرب فيه فلا يتضاعف فهو واحد حيث كان فتقول واحد في مائة ألف بمائة ألف و واحد في اثنين باثنين و واحد في عشرة بعشرة لا يزيد منه في العدد المضروب شيء أصلا لأن مقام الواحد يتعالى أن يحل في شيء أو يحل فيه شيء و سواء كان من العدد الصحيح أو المكسور لا فرق فهو أعني الواحد يترك الحقائق على ما هي عليه لا تتغير عن ذاتها إذ لو تغيرت لتغير الواحد في نفسه و تغير الحق في نفسه و تغير الحقائق محال و لم يكن يثبت علم أصلا لا حقا و لا خلقا فثبت إن الحقائق لا تنقلب أصلا و لهذا يعتمد على ما يعتمد عليه و هو المسمى علما فلنذكر كل رجل من هؤلاء الأحد عشر الذين انتشوا من وتر رسول اللّٰه ﷺ بل هذه الصور ربما جعلت رسول اللّٰه ﷺ بوتر بإحدى عشرة ركعة في الصورة الظاهرة و هذه الصور منه ﷺ في الباطن فإنه كان نبيا و آدم بين الماء و الطين فأنشأها لما كانت هذه صفته فلما ظهر ﷺ بجسده استصحبه تلك الصور المعنوية فأقامت جسده ليلا لمناسبة الغيب فحكمت على ظاهره بإحدى عشرة ركعة كان يوتر بها فكانت تره فهي الحاكمة المحكومة له فمنه ﷺ انتشئوا و فيه ﷺ ظهروا و عليه حكموا بوجهين مختلفين فمن ذلك صورة الركعة الأولى انتشا منها رجل من رجال اللّٰه يدعى بعبد الكبير من حيث الصفة إلا أنه اسم له و هو نشأة روحانية معقولة إذا تجسدت كانت في صورة إنسان صفته ما يدعى به و هكذا هي كل صورة من صور هؤلاء الاثني عشر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية