فلنتخذ ركابا نقطع به فإن أرادت الافتخار يكون الافتخار للركاب لا للنفوس فاتخذت من لا حول و لا قوة إلا بالله نجبا لما كانت النجب أصبر عن الماء و العلف من الأفراس و غيرها و الطريق معطشة جدبة يهلك فيها من المراكب من ليس له مرتبة النجب فلهذا اتخذوها نجبا دون غيرها مما يصح أن يركب و لا يصح أن يقطع ذلك الحمد لله فإن هذا الذكر من خصائص الوصول و لا سبحان اللّٰه فإنه من خصائص التجلي و لا لا إله إلا اللّٰه فإنه من خصائص الدعاوي و لا اللّٰه أكبر فإنه من خصائص المفاضلة فتعين لا حول و لا قوة إلا بالله فإنه من خصائص الأعمال فعلا و قولا ظاهرا و باطنا لأنهم بالأعمال أمروا و السفر عمل قلبا و بدنا و معنى و حسا و ذلك مخصوص بلا حول و لا قوة إلا بالله فإنه بها يقولون لا إله إلا اللّٰه و بها نقول سبحان اللّٰه و غير ذلك من جميع الأقوال و الأعمال
[«السكون» مناط اختيار«الأفراد»]
و لما كان السكون عدم الحركة و العدم أصلهم لأنه قوله ﴿وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ تَكُ شَيْئاً﴾ [مريم:9] يريد موجودا فاختاروا السكون على الحركة و هو الإقامة على الأصل فنبه سبحانه و تعالى في قوله ﴿وَ لَهُ مٰا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ﴾ [الأنعام:13] أن الخلق سلموا له العدم و ادعوا له في الوجود فمن باب الحقائق عرى الحق خلقه في هذه الآية عن إضافة ما ادعوه لأنفسهم بقوله ﴿وَ لَهُ مٰا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ﴾ [الأنعام:13] أي ما ثبت و الثبوت أمر وجودي عقلي لا عيني بل نسبي ﴿وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة:137] يسمع دعواكم في نسبة ما هو له و قد نسبتموه إليكم عليم بأن الأمر على خلاف ما دعيتموه
[توحيد الحق بلسان الحق]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية