اعلم أن اللّٰه تعالى ما خلق شيئا من الكون إلا حيا ناطقا جمادا كان أو نباتا أو حيوانا في العالم الأعلى و الأسفل مصداق ذلك قوله تعالى ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لٰكِنْ لاٰ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كٰانَ حَلِيماً﴾ [الإسراء:44] فلم يعجل عليكم بالعقوبة ﴿غَفُوراً﴾ [النساء:23] ساترا تسبيحهم عن سمعكم فكل شيء في عالم الطبيعة جسم متغذ حساس فهو حيوان ناطق بين جلي و خفي في كل فصل فصل من فصول هذا الحد فكل ما نقص منه في حد محدود فذلك النقص هو ما خفي منه في حق بعض الناس و ما ظهر منه فهو الجلي و لذلك اختلفت الحدود في الجماد و النبات و الحيوان و الإنسان و الكل عند أهل الكشف حيوان ناطق مسبح بحمد اللّٰه تعالى و لما كان الأمر هكذا جاز بل وقع و صح أن يخاطب الحق جميع الموجودات و يوحي إليها من سماء و أرض و جبال و شجر و غير ذلك من الموجودات و وصفها بالطاعة لما أمرها به و بالإباءة لقبول عرضه و أسجد له كل شيء لأنه تجلى لكل شيء و أوحى إلى كل شيء بما خاطب ذلك الشيء به فقال للسماء و الأرض ﴿اِئْتِيٰا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قٰالَتٰا أَتَيْنٰا طٰائِعِينَ﴾ [فصلت:11] ف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية