«قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم يقول اللّٰه تعالى من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا» و هذا قرب مخصوص يرجع إلى ما تتقرب إليه سبحانه به من الأعمال و الأحوال فإن القرب العام قوله تعالى ﴿وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق:16] و ﴿نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة:85] فضاعف القرب بالذراع فإن الذراع ضعف للبشر أي قوله صل هو قرب ثم تقريب إليه شبرا فتبدي لك إنك ما تقربت إليه إلا به لأنه لو لا ما دعاك و بين لك طريق القربة و أخذ بناصيتك فيها ما تمكن لك أن تعرف الطريق التي تقرب منه ما هي و لو عرفنها لم يكن لك حول و لا قوة إلا به و لما كان القرب بالسلوك و السفر إليه لذلك كان من صفته النور لنهتدي به في الطريق كما قال تعالى ﴿جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهٰا فِي ظُلُمٰاتِ الْبَرِّ﴾ [الأنعام:97] و هو السلوك الظاهر بالأعمال البدنية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية