فهذا كمال النشأة الإنسانية العنصرية الطبيعية ثم قال له بعد ذلك ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مٰا شٰاءَ رَكَّبَكَ﴾ [الإنفطار:8] إن شاء في صورة الكمال فيجعلك خليفة عنه في العالم أو في صورة الحيوان فتكون من جملة الحيوان بفصلك المقوم لذاتك الذي لا يكون إلا لمن ينطلق عليه اسم الإنسان و لم يذكر في غير نشأة الإنسان قط تسوية و لا تعديلا و إن كان قد جاء ﴿اَلَّذِي خَلَقَ فَسَوّٰى﴾ [الأعلى:2] فقد يعني به خلق الإنسان لأن التسوية و التعديل لا يكونان معا إلا للإنسان لأنه سواه على صورة العالم و عدله عليه و لم يكن ذلك لغيره من المخلوقين من العناصر ثم قال له بعد التسوية و التعديل كن و هو نفس إلهي فظهر الإنسان الكامل عن التسوية و التعديل و نفخ الروح و قول كن و هو قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية