﴿وَ سَلاٰمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات:181] و هم المرحومون السالمون فحمد اللّٰه رب العالمين عقيب نصره و ظفره بخيبر فهو حمد نعمة فظهر حمد النعمة في أول السورة و في وسطها و في آخرها فعم الطرفين و الواسطة فهل هذا الحمد في هذه المراتب على السواء من كونه حمد سواء أو هو مختلف المراتب لاختلاف الطرفين و الوسط و أي المراتب أعلى فيه هل أحد الطرفين أو الوسط و لمن هو الحمد الأول من العالمين و الوسط و الآخر كل ذلك علم يعطيه اللّٰه العلماء بالله الذين ﴿يَخْشَوْنَهُ وَ لاٰ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللّٰهَ﴾ [الأحزاب:39] و فيه علم المراتب الملكية و البشرية و هل مراتبها على السواء أو أي المراتب أعلى هل مراتب البشر أو مراتب الملائكة أو لكل صنف منهما مراتب تعلو على مراتب الآخر و فيه علم جلب المنافع و هل المضار في طيها منافع أم لا و تعيين المنافع و فيه علم الاتباع في الإلهيات هل يتبع التابع فيها الذكر أو الفكر و فيه علم توحيد الإضافة لا توحيد الإطلاق و هل التوحيد توحيدان أم لا أعني توحيد الذات و توحيد الإله في الألوهة و بما ذا يدرك كل واحد من هذا التوحيد و فيه علم نسبة اللّٰه إلى الأشياء هل هي عين نسبة الأشياء إلى اللّٰه أو تختلف و فيه علم هل للشيء الواحد وجوه متعددة أو ليس للشيء الواحد سوى وجه واحد و ما يصدر عنه إذا كان بهذه المثابة و فيه علم الفرق بين الرمي الإلهي و الكوني و فيه علم الديمومة و فيه علم الاختلاس و ما حكمه في المختلس بكسر اللام و المختلس بفتح اللام اسم فاعل و اسم مفعول و إن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد و فيه علم ما للعالم من الخلق و فيه علم اجتماع خالقين على مخلوق واحد هل أعطى كل واحد منهما ما أعطى الآخر أم أحكامهما في خلقه مختلفة و فيما اختلفوا فيه من خلقه و فيما اجتمعوا و فيه علم الرفق بالجاهل في الحال و إمهاله ليرجع عن جهله و فيه علم النطق من الجاهل هل حكمه حكم نطق العالم في الإصابة و إن لم يعلم الجاهل المقام الذي منه نطق أم لا و أصابته التي يراها العالم خطأ فساوى العالم الجاهل في جهل المقام الذي منه نطق الجاهل و الفرق بين من يدري ذلك ممن لا يدريه من العلماء و ما حكم العالم الذي يعلم ذلك و فيه علم تأثير الواحد في الكثيرين من أين أثر مع أحديته و فيه علم الفصل و الوصل و فيه علم جمع الصفة للمختلفين بأي حقيقة تجمعهم و فيه علم الهداية إلى الضلال و فيه علم المواقف و القول و هل للرضى مواقف كما للقهر أم لا و كم مواقف القيامة و هل تنحصر مواقف أهل اللّٰه كمواقف النفري أم لا تنحصر أو تنحصر من وجه و لا تنحصر من وجه و لما ذا كان الوقوف و هل هو وقوف سكون أم لا يزال منتقلا في وقوفه و فيه علم الفرق بين أهل الإسلام و أهل الاستسلام و فيه علم طلب العلم من الكون و فيه علم ما يعطيه الاعتراف بالحق في أي موطن كان و هل هو نافع صاحبه بكل وجه أم لا و ما ينبغي أن يعترف به مما لا ينبغي أن يعترف به و فيه علم العلم النافع و فيه علم أدوات المعاني ما كان منها مركبا و غير مركب و فيه علم ما ينعم الإنسان و ما يعذبه و أنه ليس شيء من اللّٰه في أحد و فيه علم الخطوط و الحدود الإلهية و أنها موسومة لا تختلط و هي أعلم بمحالها من محالها بها فإن محالها معلومة لها و ليس هي معلومة المكان لمحالها و فيه علم النعم التي ترفع الآلام و الفرق بينها و بين النعم التي لا ترفع ألما و فيه علم الأنس بالمثل و هل يقع الأنس بالله لمن خلق على الصورة أو من حقيقة كونه على الصورة أنه لا يأنس بالله كما لا يأنس اللّٰه به و هل للعالم بجملته هذا الحكم أم لا و هل الإنسان الذي هو كالظل للحق حكمه حكم الإنسان الكامل الخليفة الذي هو جزء من ذلك الإنسان المشبه بالظل أم لا و فيه علم الالتذاذ بالنغم الواقعة بالأغيار هل هو من كمال الالتذاذ المطلوب أو هل هو نقص في المستلذ له و فيه علم النفس في قوله استفت قلبك و إن أفتاك المفتون فإن هنا لطفا إلهيا في الإعلام أجراه اللّٰه على لسان رسوله ﷺ أنباء أنه ما يلقي اللّٰه في القلب إلا ما هو حق فيه سعادة الإنسان فإن رجع في ذلك إلى نفسه فقد أفلح و هذا معنى قول بعض العارفين بهذا المقام حيث قال ما رأيت أسهل علي من الورع كلما حاك له شيء في نفسي تركته و فيه علم تعظيم ما يعظم من الأحوال في القرائن و فيه علم ما ينبغي أن يثابر عليه و فيه علم المفاضلة في الأحوال من غير نظر إلى أصحابها القائمة بهم و فيه العلم بالماهيات و فيه علم تشابه الصورتين و اختلاف الحكم و فيه علم حكمة إيجاد الأئمة في العالم المضلين منهم و غير المضلين و فيه علم النداء عند البلاء و لما ذا اختص به دون النعم و فيه علم إجابة الداعين و السائلين هل يزيد المجيب على مطابقة ما وقع فيه السؤال أو لا يزيد فإن زاد فهل هو إجابة سؤال حال فإن النطق لم يكن ثم و فيه علم ارتباط العالم العلوي بالسفلي ليفيد و ارتباط السفلي بالعلوي ليستفيد و المفيد هو الأعلى أبدا و المستفيد هو السفلي أبدا و لا حكم للمساحة و علو المكان و فيه علم تأثير المحجوب في المكشوف له من أي وجه أثر فيه مع علو مرتبته و أن الحق يعضده و ما عقوبة ذلك المؤثر و فيه علم الأسفار و فيه علم من وصف بالحلم مع عدم القدرة و الحليم لا يكون إلا قادرا على من يحلم عليه و فيه علم أثر الخيال في الحس و أين يبلغ حكمه و فيه علم حكم المراتب على أصحابها بما يكرهون و فيه علم قيمة الأشياء و لها حضرة خاصة و أنه ما من شيء إلا و له قيمة إلا الإنسان الكامل فإن قيمته ربه و فيه علم ما ينتجه الصدق و مراتب الصادقين و إن يسألوا عن صدقهم و فيه علم حضرات البركات الإلهية و فيه علم مراتب الظلم و ما يحمد منه و ما يذم و فيه علم الاشتراك في الأمر هل حكم ذلك الأمر في كل واحد من الشركاء على السواء أم يختلف الحكم مع الاشتراك في الأمر لاختلاف أحوال الشركاء و استعداداتهم و فيه علم صورة حضرة اجتماع الخصوم بين يدي الحاكم و فيه علم إلحاق الإناث بالذكور و فيه علم القرعة و أين يحكم بها و «قول النبي ﷺ لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه و لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه و لو يعلمون ما في العتمة و الصبح لأتوهما و لو حبوا»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية