فنفاه بعد ما أثبته صورة كما فعل به في الرمي سواء أثبته و نفاه ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] ثم جعل اللّٰه يده في المبايعة فوق أيدي المبايعين فمن أدب المبايعة إذا أخذ المبايعون يد المبايع للبيعة ليقبلوها جعلوا أيديهم تحتها و جعلوها فوق أيديهم كما يأخذ الرحمن الصدقة بيمينه من يد المتصدق فمن الأدب من المتصدق أن يضع الصدقة في كف نفسه و ينزل بها حتى تعلو يد السائل إذا أخذها على يد المعطي حتى تكون هي اليد العليا و هي خير من اليد السفلي و اليد العليا هي المنفقة فيأخذها الرحمن لينفقها له تجارة حتى تعظم فيجدها يوم القيامة قد نمت و زادت هذا مذهب الجماعة و أما مذهبنا الذي أعطاه الكشف إيانا فليس كذلك إنما السائل إذا بسط يده لقبول الصدقة من المتصدق جعل الحق يده على يد السائل فإذا أعطى المتصدق الصدقة وقعت بيد الرحمن قبل إن تقع بيد السائل كرامة بالمتصدق و يخلق مثلها في يد السائل لينتفع بها السائل و يأخذ الحق عين تلك الصدقة فيربيها فتربو حتى تصير مثل جبل أحد في العظم و هذا من باب الغيرة الإلهية حيث كان العطاء من أجله لما يرى أن الإنسان يعطي من أجل هواه ما يعظم شأنه من الهبات و يعطي من أجل اللّٰه أحقر ما عنده هذا هو الغالب في الناس فيغار اللّٰه لجنابه إن لا يرى في مقام الاستهضام فيربي تلك الصدقة حتى تعظم فإذا جلاها في صورة تلك العظمة حصل المقصود فيد المعطي تعلو على يد الآخذ و لهذا قال تقع و الوقوع لا يكون إلا من أعلى و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية