[إن اللّٰه ينادي لموسى من جانب الطور]
اعلم أيدك اللّٰه أن اللّٰه تعالى يقول في حق موسى عليه السّلام معرفا إيانا ﴿وَ نٰادَيْنٰاهُ مِنْ جٰانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ﴾ [مريم:52] فجعل النداء من الطور لانحنائه لأنه خرج في طلب النار لأهله لما كان فيه من الحنو عليهم الذي أورثه الانحناء على من خلق من الانحناء و هي أهله لأنها خلقت بالأصالة من الضلع و الضلع له الانحناء و كان الانحناء في الأضلاع لاستقامة النشأة و حفظ ما انحنت عليه من الأحشاء لتعم بانحنائها جميع ما تحتوي عليه فتتساوى أجزاؤها في الحفظ لها بخلاف ما لو كانت على غير استدارة لكانت فيها زوايا فارغة بعيدة من الحفظ الذي خلقت له و وقع التجلي لموسى في عين صورة حاجته فرأى نارا لأنها مطلوبة فقصدها فناداه ربه منها و هو لا علم له بذلك لاستفراغه فيما خرج له و هو قولنا في قصيدة لنا في جزء الزينبيات
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية