فتقول ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ [ق:30] «فإذا وضع الجبار فيها قدمه قالت قطني قطني و في رواية قط قط أي قد امتلأت فقد ملأها بقدمه على ما شاء سبحانه» من علم ذلك فيخلق اللّٰه فيها خلقا يعمرونها قال تعالى ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ﴾ [يونس:2] أي سابقة بأمر قد أعلمهم به قبل أن يعطيهم ذلك ثم أعطاهم فصدق فيما وعدهم به و قد وعد النار بأن يملأها فكونه إذ يملأها بقدمه أي بسابقة قوله إنه سيملأها فصدق لها في ذلك بأن خلق فيها خلقا يعمرونها و أضاف القدم إلى الجبار لأن هذا الاسم للعظمة و النار موجودة من العظمة و الجنة موجودة من الكرم فلهذا اختص اسم الجبار بالقدم للنار و أضافه إليه فيستروح من هذا عموم الرحمة في الدارين و شمولها حيث ذكرهما و لم يتعرض لذكر الآلام و قال بامتلائهما و ما تعرض لشيء من ذلك و هذا كله من سلطان «قوله لعباده إن رحمته سبقت غضبه» فالسابقة حاكمة أبدا و يقال لفلان في هذا الأمر سابقة قدم فتلك بشرى إن شاء اللّٰه و إن السكنى لأهل النار في النار لا يخرجون منها كما قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية