﴿إِنَّ رَبَّكَ فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ﴾ [هود:107] و ما يعلم أحد من خلق اللّٰه حكم إرادة اللّٰه في خلقه إلا بتعريفه أ لا تراه في حق السعداء يقول ﴿عَطٰاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود:108] و الصورة واحدة و المدة واحدة و لم يقل في العذاب إنه غير مجذوذ لكن يقطع بأنهم غير خارجين من النار : و لا يعرف حالتهم فيها في حال الاستثناء ما يفعل اللّٰه فيهم فلا يقضى في ذلك بشيء مع علمنا بأن رحمته سبقت غضبه و علمنا بأن اللّٰه يجزي كل نفس بما عملت : و قد قام الدليل على الفضل في أهل السعادة و ما جاء مثل ذلك في الأشقياء و هذه مسألة يقف عندها صاحب الفكر أو يحكم بغلبة الظن لا بالقطع إلا صاحب الكشف فإنه يعلم بما أعلمه اللّٰه من ذلك غير أن ابن قسي و هو من أهل هذا الشأن قال لا يحكم عدله في فضله و لا فضله في عدله و هذا كلام مجمل فلا أدري هل قاله عن كشف أو عن اعتبار و فكر و هذا الكلام من وجه ينافي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية