و غير ذلك من المخلوقين الذين أقامهم في الظاهر مقام أسمائه فإن كان أضمر فما أضمر من الأسماء و على كل حال فلها شرف عظيم بإضافتها إليه سواء أظهر الاسم أو لم يظهر و القسم العام ﴿فَلاٰ أُقْسِمُ بِمٰا تُبْصِرُونَ وَ مٰا لاٰ تُبْصِرُونَ﴾ فدخل في هذا القسم من الموجودات جميع الأشياء و دخل فيه العدم و المعدومات و هو قوله ﴿وَ مٰا لاٰ تُبْصِرُونَ﴾ [الحاقة:39] و ما تبصرونه في الحال و المستقبل و المستقبل معدوم فللأشياء نسبة إلى الشرف و التعظيم و كذلك العدم فأما شرف العدم المطلق فإنه يدل على الوجود المطلق فعظم من حيث الدلالة و هو مما يجري على ألسنة الناس و قد نظم ذلك فقيل
و بضدها تتميز الأشياء
فالعدم ميز الوجود و الوجود ميز العدم و أما شرف العدم المقيد فإنه على صفة تقبل الوجود و الوجود في نفسه شريف و لهذا هو من أوصاف الحق فقد شرف على العدم المطلق بوجه قبوله للوجود فله دلالتان على الحق دلالة في حال عدمه و دلالة في حال وجوده و شرف العدم المطلق على المقيد بوجه و هو أنه من تعظيمه لله و قوة دلالته إنه ما قبل الوجود و بقي على أصله في عينه غيرة على الجناب الإلهي أن يشركه في صفة الوجود فينطلق عليه من الاسم ما ينطلق على اللّٰه و لما كان نفس الأمر على هذا شرع الحق للموجودات التسبيح و هو التنزيه و هو أن يوصف بأنه لا يتعلق به صفات المحدثين و التنزيه وصف عدمي فشرف سبحانه لعدم المطلق بأن وصف به نفسه فقال ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ﴾ [الصافات:180]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية