﴿عَلَّمَ الْإِنْسٰانَ مٰا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:5] فلهذا كانت هذه الأسماء التي تمنع الصرف في بعض الخلفاء و أما الذين أعطوا التصريف فهم على قسمين منهم من أعطى التصريف ظاهرا و معنى و هو التصريف الكامل فلهم الاسم الكامل مثل محمد و صالح و شعيب و كل اسم منصرف ظاهر لواحد من هؤلاء الخلفاء و القسم الآخر أعطى التصريف معنى لا ظاهرا فليست له علة تمنعه من الصرف في المعنى و كان آخره حرف علة منعه ذلك الحرف من التصرف في الظاهر فكان مقصورا و سمي ذلك الاسم مقصورا كموسى و عيسى و يحيى فقصروا على المعنى دون الظاهر و سميت هذه بالمقصورة أي قصرت عن درجة التصرف في الظاهر و حبست عنه و منه حور مقصورات في الخيام و إنما قصر من قصر منهم صيانة لا سجنا فصانوا مثل هؤلاء كما صين من لم ينصرف من الأسماء عناية ثم إن اللّٰه تعالى لما أراد أن لا يحجبهم عنهم طبا في حقهم لما يعلم ما تقتضيه هذه النشأة من العلل إذ كان الكمال لا يطاق حكمه إلا بالعناية الإلهية فكان من العناية الإلهية بهم إن أجرى عليهم الأسماء النواقص ليعلموا أنهم في مرتبة النقص و هو كمالهم عن الكمال الإلهي فقال ﴿وَ الَّذِي جٰاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ﴾ [الزمر:33]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية