يعني بالفكر فيما أنزلته ﴿بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا﴾ [آل عمران:8] إلى الأخذ منك علم ما أنزلته إلينا ﴿وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ﴾ [آل عمران:8] فسأله من جهة الوهب لا من جهة الكسب و لهذا جعلنا الضمير يعود على الذين أكلوا من فوقهم يقول و من تحت أرجل هؤلاء أمم ﴿مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ﴾ [المائدة:66] و هم أهل الكسب و هم الذين يتأولون كتاب اللّٰه و لا يقيمونه بالعمل الذي نزل إليه و لا يتأدبون في أخذه و هم على قسمين القليل منهم المقتصد في ذلك و هو الذي قارب الحق و قد يصيب الحق فيما تأوله بحكم الموافقة لا بحكم القطع فإنه ما يعلم مراد اللّٰه فيما أنزله على التعيين إلا بطريق الوهب و هو الإخبار الإلهي الذي يخاطب به الحق قلب العبد في سره بينه و بينه و من لم يقتصد في ذلك و تعمق في التأويل بحيث إنه لم يترك مناسبة بين اللفظ المنزل و المعنى أو قرر اللفظ على طريق التشبيه و لم يرد علم ذلك إلى اللّٰه فيه و هم الذين قال اللّٰه فيهم في الآية عينها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية