فهم و إن اجتمعوا في العدد فما لهم اجتماع في الذوق لأنهم لم يجتمعوا في المزاج و لو اجتمعوا في المزاج و هو محال ما تميزوا و لكان العين واحدة و ثم موطن يعطي الظهور في صاحب المنزل الذي كان على رأس الستين ألفا خلاف هذا و هو في تلك الدرجة عينها فيكون له بدل الستين ألفا عدد آخر يكون مبلغه ثلاثة آلاف ألف و بكون لصاحب التسعين ألفا أربعة ألف ألف و خمسمائة ألف و يكون لصاحب المائة ألف و عشرين ألفا ستة آلاف ألف و هذا لا يكون إلا لأهل الصعود الذين قال اللّٰه فيهم ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر:10] و كل من أسرى به سواء كان إسراء روحانيا أو بالجسم فإن له من المنازل هذا العدد الكثير و أما العدد الذي هو أقل منه فذلك للمريدين الذين هم في مقام التربية لا غير و أما حصرهم في ستة لا غير فمن طريقين الطريقة الواحدة نشأتهم القائمة على ست جهات يأتي الشيطان من الأربعة منها و تبقي الاثنان لا سبيل للشيطان عليهما و من هناك يكون مال الناس إلى عموم الرحمة و شمولها لهاتين الجهتين و أما الستة المعنوية فالصفات الستة التي هي النسب الإلهية التي يتعلق الممكن بها و النسبة السابعة ما هي متوجهة على الممكن و إنما ظهرت لصحة هذه الستة خاصة لا لأمر آخر و هي نسبة كونه حيا إذ بهذه النسبة ثبتت الستة و لما كانت الحدود تحفظ الأشياء و لا سيما الحدود الذاتية جعلت خمسة لما كانت الخمسة لها الحفظ فاتسعت الحدود فأعطيت الحدود مقام الخمسة و لتكون الأعيان تامة كاملة النشأة ما فيها نقص و هذا كله إذا لاح للعبد على بعد انزعج إلى طلبه ليحصله إذ كان فيه تعظيم جناب الحق الذي هو مقصود هذا العبد فهذا حكم من أزعجه التعظيم و أما حكم من أزعجته الرغبة فيما عند اللّٰه فإن مشهده
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية