﴿وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطٰانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدٰامَ﴾ [الأنفال:11] فأعاد الضمير من به الاقدام على المطر
[ما المراد بالرجس]
و الرجس بالسين القذر عند القراء و هو هنا القذر المعنوي لأنه مضاف إلى الشيطان فلا يدل إلا على ما يلقيه من الشبه و الجهالات و الأمور التشكيكية ليقذر بها محل هذا القلب فيذهب اللّٰه ذلك بما في الماء المنزل من الحياة العلمية بالبراهين و الكشف فإذا زال ذلك القذر الشبهي بهذا الماء المنزل من عند اللّٰه زال الوسخ الجهلي و ارتفع الغطاء عن القلب فنظر بعينه في ملكوت السموات و الأرض فربط ذاته بما أعطاه العلم فعلم ما أريد به في كل نفس و وقت فعامله بما أعطاه العلم المنزل الذي ظهره به في ذلك الماء الذي جعل نزوله في الظاهر علامة على فعله في الباطن فكان من مواطنه مقابلة الأعداء فأداه ما عاينه و ربط قلبه به إن ثبتت قدمه يوم الزحف عند لقاء الأعداء فما ولوا مدبرين و أنزل اللّٰه نصره و هو تثبيت الاقدام فهذا ما أعطاه اللّٰه في الماء من القوة الإلهية حيث أنزله منزلة الملائكة بل أتم من الملائكة و إنما قلنا بل أتم فإن اللّٰه جعل الماء سبب تثبيت أقدام المجاهدين المؤمنين فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية