و يوم الإثنين وجدت حركته عن صفة الحياة و به كانت الحياة في العالم فما في العالم جزء إلا و هو حي و يوم الثلاثاء وجدت حركته عن صفة البصر فما في العالم جزء إلا و هو يشاهد خالقه من حيث عينه لا من حيث عين خالقه و يوم الأربعاء وجدت حركته عن صفة الإرادة فما في العالم جزء إلا و هو يقصد تعظيم موجدة و يوم الخميس وجدت حركته عن صفة القدرة فما في الوجود جزء إلا و هو متمكن من الثناء على موجدة و يوم الجمعة وجدت حركته عن صفة العلم فما في العالم جزء إلا و هو يعلم موجدة من حيث ذاته لا من حيث ذات موجدة و قيل إنما وجد عن صفة العلم يوم الأربعاء و هو صحيح فإنه أراد علم العين و هو علم المشاهدة و الذي أردناه نحن إنما هو العلم الإلهي مطلقا لا العلم المستفاد و هذا القول الذي حكيناه أنه قيل ما قاله لي أحد من البشر بل قاله لي روح من الأرواح فأجبته بهذا الجواب فتوقف فالقى عليه أن الأمر كما ذكرناه و يوم السبت وجدت حركته عن صفة الكلام فما في الوجود جزء إلا و هو يسبح بحمد خالقه و لكن لا نفقة تسبيحه إن اللّٰه ﴿كٰانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾ [الإسراء:44] فما في العالم جزء إلا و هو ناطق بتسبيح خالقه عالم بما يسبح به مما ينبغي لجلاله قادر على ذلك قاصد له على التعيين لا لسبب آخر فمن وجد عن سبب مشاهدة عظمة موجدة حي القلب سميع لأمره فتعينت الأيام أن تكون سبعة لهذه الصفات و أحكامها فظهر العالم حيا سميعا بصيرا عالما مريدا قادرا متكلما فعمله على شاكلته كما قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية