و هو أن يحبنا لنا و لنفسه أما حبه إيانا لنفسه فهو «قوله أحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فعرفوني» فما خلقنا إلا لنفسه حتى نعرفه و قوله ﴿(وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ)﴾ فما خلقنا إلا لنفسه و أما حبه إيانا لنا فلما عرفنا به من الأعمال التي تؤدينا إلى سعادتنا و نجاتنا من الأمور التي لا توافق أغراضنا و لا تلائم طباعنا خلق سبحانه الخلق ليسبحوه فنطقهم بالتسبيح له و الثناء عليه و السجود له ثم عرفنا بذلك فقال ﴿وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] أي بالثناء عليه بما هو عليه و ما يكون منه و عرفنا أيضا فقال ﴿أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الطَّيْرُ صَافّٰاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاٰتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ﴾ [النور:41] فلزم ذلك و ثابر عليه و خاطب بهذه الآية نبيه ﷺ الذي أشهده ذلك و رآه فقال له
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية