فقال له الروح ربي سمعتك تذكر أن لي ملكا فأين هو فاستخرج له النفس منه و هي المفعول عن الانبعاث فقال هذا بعضي و أنا كله كما أنا منك و لست مني قال صدقت يا روحي قال بك نطفت يا ربي إنك ربيتني و حجبت عني سر الإمداد و التربية و انفردت أنت به فاجعل إمدادي محجوبا عن هذا الملك حتى يجهلني كما جهلتك فخلق في النفس صفة القبول و الافتقار و وزر العقل إلى الروح المقدس ثم أطلع الروح على النفس فقال لها من أنا قالت ربي بك حياتي و بك بقائي فتاه الروح بملكه و قام فيه مقام ربه فيه و تخيل أن ذلك هو نفس الإمداد فأراد الحق أن يعرفه أن الأمر على خلاف ما تخيل و أنه لو أعطاه سر الإمداد كما سأل لما انفردت الألوهية عنه بشيء و لاتحدت الإنية فلما أراد ذلك خلق الهوى في مقابلته و خلق الشهوة في مقابلة العقل و وزرها للهوى و جعل في النفس صورة القبول لجميع الواردات عموما فحصلت النفس بين ربين قويين لهما وزيران عظيمان و ما زال هذا يناديها و هذا يناديها و الكل من عند اللّٰه قال تعالى ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ﴾ [النساء:78] و ﴿كُلاًّ نُمِدُّ هٰؤُلاٰءِ وَ هَؤُلاٰءِ مِنْ عَطٰاءِ رَبِّكَ﴾ [الإسراء:20] و لهذا كانت النفس محل التغيير و التطهير قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية