﴿فَلاٰ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذٰابُ﴾ [البقرة:86] يعني و إن زال الألم و قال في عذاب جهنم و لم ينعته بأنه أليم و قال ﴿لاٰ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ﴾ [الزخرف:75] من كونه عذابا ﴿وَ هُمْ فِيهِ﴾ [البقرة:25] أي في العذاب ﴿مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام:44] أي مبعدون من السعادة العرضية في هذا الموطن لأن الإبلاس لفظة مختصة بأهل جهنم في بعدهم فلهذا جاء بذكر الإبلاس ليوقع هذا الاصطلاح اللغوي في موضعه عند أهله ليعلموه فإنه لموطن جهنم لغة ليست لأهل الجنان و الإبلاس منها فيعرف التابع من هذا المقام ما لكل دار ثم إنه يفارق هذا الموضع و يزج به في النور الأعظم فيغلبه الوجد و هذا النور هو حضرة الأحوال الظاهر حكمها في الأشخاص الإنسانية و أكثر ما يظهر عليهم في سماع الألحان فإنها إذا نزلت عليهم تمر على الأفلاك و لحركات الأفلاك نغمات طيبة مستلذة تستلذ بها الأسماع كنغمات الدولاب فتكسو الأحوال و تنزل بها على النفوس الحيوانية في مجالس السماع فإن كانت النفس في أي شيء كانت من تعلق بجارية أو غلام أو يكون من أهل اللّٰه فيكون تعلقه حب جمال الإلهي متخيل اكتسبوه من ألفاظ نبوية مثل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية