و هي حضرة جامعة فيها من كل شيء و فيها الملك الموكل بالنطفة في الشهر السادس و من هذه الحضرة يكون الإمداد للخطباء و الكتاب لا للشعراء و لما كان لمحمد ﷺ جوامع الكلم خوطب من هذه الحضرة و قيل ﴿مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ﴾ [يس:69] لأنه أرسل مبينا مفصلا و الشعر من الشعور فمحله الإجمال لا التفصيل و هو خلاف البيان و من هنا تعلم تقليبات الأمور و من هنا توهب الأحوال لأصحابها و كلما ظهر في العالم العنصري من النيرنجيات الأسمائية فمن هذه السماء و أما القلقطيرات فمن غير هذه الحضرة و لكن إذا وجدت فارواحها من هذه السماء لا أعيان صورها الحاملة لأرواحها فإذا حصل علم هذه الكائنات و سرعة الأحياء فيها من شأنه أن لا يقبل ذلك إلا في الزمان الطويل فإن ذلك من علم عيسى لا من الأمر الموحى به في ذلك الفلك و لا في سباحة كوكبه و هو من الوجه الخاص الإلهي الخارج عن الطريق المعتادة في العلم الطبيعي الذي يقتضي الترتيب النسبي الموضوع بالترتيب الخاص و هذه مسألة يغمض دركها فإن العالم المحقق بقول بالسبب فإنه لا بد منه و لكن لا يقول بهذا الترتيب الخاص في الأسباب فعامة هذا العلم إما ينفون الكل و إما يثبتون الكل و لم أر منهم من بقول ببقاء السبب مع نفي ترتيبه الزماني فإنه علم عزيز يعلم من هذه السماء فما يكون عن سبب في مدة طويلة يكون عن ذلك السبب في لمح البصر أو هو أقرب و قد ظهر ذلك فيما نقل في تكوين عيسى عليه السّلام و في تكوين خلق عيسى الطائر و في إحياء الميت من قبره قبل أن يأتي المخاض للأرض في إبراز هذه المولدات ليوم القيامة و هو يوم ولادتها فالق بالك و أشحذ فؤادك عسى أن يهديك ربك سواء السبيل و من هذه السماء قوله في ناشئة الليل إنها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية