﴿مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء:2] فالإتيان به هو الرسالة و حدوث الذكر عند السامع المرسل إليه هو الكلام المرسل به و قد يسمى الكلام المرسل به رسالة و هو علم يوصله إلى المرسل إليه و لهذا ظهر علم الرسالة في صورة اللبن و الرسل هو اللبن لكن للرسالة مقام عند اللّٰه منه يبعث اللّٰه الرسل فلهذا جعلنا للرسالة مقاما و هو عند الكرسي ذلك هو مقام الرسالة و نبوة التشريع و ما فوق ذلك فنبوة لا رسالة فالرسل لا يفضل بعضهم بعضا من حيث ما هم رسل و إنما فضل اللّٰه بعض الرسل على بعض و ﴿بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلىٰ بَعْضٍ﴾ [الإسراء:55]
[كل واحد من الرسل فاضل من وجه مفضول من وجه]
و ما من جماعة يشتركون في مقام إلا و هم على السواء فيما اشتركوا فيه و يفضل بعضهم بعضا بأحوال أخر ما هي عين ما وقع فيه الاشتراك و قد يكون ما يقع به المفاضلة يؤدي إلى التساوي و هو مذهب أبي القاسم بن قسي من الطائفة و من قال بقوله فيكون كل واحد من الرسل فاضلا من وجه مفضولا من وجه فيفضل الواحد منهم بأمر لا يكون عند غيره و يفضل ذلك المفضول بأمر ليس عند الفاضل فيكون المفضول من ذلك الوجه الذي خص به يفضل على من فضله
[لا بد من إمام في كل نوع]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية