و أما الدواء الملكي فلا يستعمله إلا العارفون السادة من رجال اللّٰه و هم الذين يكون الحق سمعهم و بصرهم و لسانهم و هو قوله عقيب قوله ﴿وَ لاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ﴾ [الحجرات:12] هذا خطاب عام ثم قال ﴿وَ اتَّقُوا اللّٰهَ﴾ [البقرة:189] هذا هو الدواء و معناه اتخذوه وقاية بينكم و بين هذه الأمور المذمومة التي الغيبة منها فإذا اتخذتموه جنة تعاورت هذه الجنة سهام هذه الأفعال و هي قوية لا تنفذها هذه السهام فيكون المتقي بها في حمايتها و لا يكون الحق وقاية للعبد حتى يتلبس به العبد كما يتلبس المتوقى بالجنن من الدرع الحصينة و غيرها و صورة تلبسه أن يكون الحق سمعه و لسانه و جميع قواه و جوارحه في حال تصرفها فيما هي له فيكون نورا كله
[التنبيه في القرآن على الدواء الملكي السلطاني]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية