ف ﴿قٰالُوا بَلىٰ﴾ [الأنعام:30] و هي الفطرة التي ولد الناس عليها و إليها ينتهون و في هذا الجمع «قال الأرواح أجناد مجندة» و لما جمعهم جمعهم في حضرة التمثيل فما كان وجها لوجه هناك تعارفوا هنا و ما وقع ظهر الظهر هناك تناكر هنا و ما بينهما من وجه إلى ظهر و جانب و غير ذلك و في هذا أقول
إن القلوب لأجناد مجندة *** في حضرة الجمع تبدو ثم تنصرف
فما تعارف منها فهو مؤتلف *** و ما تناكر منها فهو مختلف
و إن كل أحد يقر بهذه الشهادة في الآخرة و لا ينكر و لا يدعي لنفسه ربوبية يقول تعالى ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ﴾ [البقرة:166] ﴿اتَّبَعُوا﴾ [البقرة:102] فكان ﷺ أعظم مجلى إلا هي علم به علم الأولين و الآخرين و من الأولين علم آدم بالأسماء و أوتي محمد ﷺ جوامع الكلم و كلمات اللّٰه لا تنفد و له السيادة التي لا تبعد على الناس يوم القيامة فيشفع في الشافعين أن يشفعوا من ملك و رسول و نبي و ولي و مؤمن و له المقام المحمود في اليوم المشهود
[اختيار مريم و آسية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية