و الوجه الآخر أنهم لما لم يعرفوا لم يكن لهم أتباع فإذا كان في القيامة جاءت الأنبياء خائفة يحزنهم الفزع الأكبر على أممهم لا على أنفسهم و جاء غير الأنبياء خائفين يحزنهم الفزع الأكبر على أنفسهم و جاءت هذه الطائفة مستريحة غير خائفة لا على نفوسهم و لا يحزنهم الفزع الأكبر على أممهم إذ لم يكن لهم أمم و فيهم قال اللّٰه تعالى ﴿لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقّٰاهُمُ الْمَلاٰئِكَةُ هٰذٰا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء:103] أن يرتفع الحزن و الخوف فيه عنكم في حق أنفسكم و حق الأمم إذ لم تكن لكم أمة و لا تعرفتم لأمة مع انتفاع الأمة بكم ففي هذا الحال تغبطهم الأنبياء المتبوعون أولئك المهيمون في جلال اللّٰه العارفون الذين لم تفرض عليهم الدعوة إلى اللّٰه انتهى الجزء التسعون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)
(السؤال السابع و الأربعون و مائة)ما تأويل قول
﴿بِسْمِ اللّٰهِ﴾ [الفاتحة:1] (الجواب)هو للعبد في التكوين بمنزلة ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] للحق فبه يتكون عن بعض الناس ما شاءوا قال الحلاج ﴿بِسْمِ اللّٰهِ﴾ [الفاتحة:1] من العبد بمنزلة ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] من الحق و لكن بعض العباد له ﴿كُنْ﴾ [البقرة:12] دون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية