﴿أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الأعراف:37] أي على أي حالة تكونون من الوصف بالعدم أو الوجود
[معية الحق مع الخلق بالعلم و اللطف و مع الأصفياء بما يطلبه الاصطفاء]
ثم نقول إنه مع الخلق بإعطاء كل شيء خلقا من كونهم خلقا لا غير فينجر معه إنه معهم بكل ما تطلبه ذواتهم من لوازمها و معيته مع الأصفياء بما يعطيه الصفاء من التجلي فإنهم قد وصفهم و أنهم أصفياء فما هو معهم بالصفاء و الاصطفاء و إنما هو معهم بما يطلبه الاصطفاء و قدم الخلق فإنه مقدم بالرتبة فإن الاصطفاء لا يكون إلا بعد الخلق بل هم من الخلق عند الحق بمنزلة الصفي الذي يأخذه الإمام من المغنم قبل القسمة فذلك هو نصيب الحق من الخلق و ما بقي فله و لهم
[معية الحق مع الأنبياء بتأييد دعواهم و دعوتهم]
و أما معيته مع الأنبياء فبتأييد الدعوى لا بالحفظ و العصمة إلا أن أخبر بذلك في حق نبي معين فإن اللّٰه قد عرفنا إن الأنبياء قتلتهم أممهم و ما عصموا و لا حفظوا فلا بد أن يكون ظرف المعية التأييد في الدعوى لإقامة الحجة على الأمم فإنه قال ﴿فَلِلّٰهِ الْحُجَّةُ الْبٰالِغَةُ﴾ [الأنعام:149] و لا يكون نبيا حتى يقدمه الاصطفاء فلهذا أخر النبوة عن الاصطفاء فإنه ما كل خلق مصطفى و ما كل مصطفى نبي
[معية الحق مع الخاصة بالمحادثة و برفع الوسائط]
و معيته مع الخاصة بالمحادثة برفع الوسائط بعد تبليغ ما أمر بتبليغه مثل قوله ﴿وَ رَأَيْتَ﴾ [المنافقون:5] ﴿النّٰاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّٰهِ أَفْوٰاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ﴾ من أيام التبليغ ﴿إِنَّهُ كٰانَ تَوّٰاباً﴾ [النصر:3] أي يرجع إليك الرجوع الخاص الذي يربي على مقام التبليغ فيجتمع هذا كله في الرسول و هو شخص واحد و في كل مقام أشخاص فيكون الشخص الواحد خلقا مصطفى نبيا خاصا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية