لمن تقدمك أو نيابة عنا بالاسم الظاهر الذي لنا فقد خلعناه عليك لتظهر به في خلقي ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَ النّٰاسِ بِالْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعِ الْهَوىٰ﴾ [ص:26] فعرفنا إن الحق سبحانه قد وكل الحق بتمشية دينه فقال لخلفائه احكموا بما يقتضيه أمر هذا الوكيل و لا تتبعوا الهوى و هو إرادة النفوس التي يخالفها حكم الحق الموكل بتمشية الكلمات الإلهية المشروعة و كل مخاطب راع و مسئول عن رعيته فكان العدل صفة هذا الحق الذي وكله اللّٰه أن يصرفها في المخلوقات بمساعدة الخلفاء و اللّٰه المرشد
(السؤال الثاني و التسعون)و ما ثمرته يعني فيمن حكم به من الخلفاء
الجواب الوقوف دائما مع العبودة هذه ثمرته و لكن جوائح الربوبية تمنع من ظهور هذه الثمرة و لا سيما في البشر و لكن له ثمرة أخرى دون هذه الثمرة و هو أن يكون الحق سمعه و بصره و جميع قواه ثم إن له في كل شخص من الثمر بحسب ما أمضاه في سلطانه من أحكامه و أما ثمرته التي يعمل عليها و لها أكثر العقلاء من أهل اللّٰه فتهيؤ مراداتهم بمجرد الهمم فمنهم من ينال ذلك في الدنيا و منهم من يدخر له ذلك إلى يوم القيامة
[مقام راحة الأبد]
فإن أكابر الرجال مع معرفتهم بما خلقوا له لو وقفوا مع التكوين قوبلوا و لكنهم تركوا الحق يتصرف في خلقه كما هو في نفس الأمر و أبوا أن يكونوا محلا لظهور التصريف و إن ظهر عليهم من ذلك شيء فما هو عن قصد منهم لذلك و لكن اللّٰه أجراه لهم و أظهره عليهم لحكمة علمها الحق و هؤلاء عن ذلك بمعزل و أما إن يقصدوا ذلك فلا يتصور منهم إلا أن يكونوا مأمورين كالرسل عليهم السلام فذلك إلى اللّٰه و هم ﴿لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ﴾ [التحريم:6] فإنهم معصومون من إضافة الأفعال إليهم إذا ظهرت منهم فيقولون هي للظاهر من أسمائه في مظاهره فما لنا و للدعوى فنحن لا شيء في حال كوننا مظاهر له و في غير هذه الحال و هذا المقام يسمى راحة الأبد و القائم فيه مستريح و هذا هو الذي و في الربوبية حقها
[الحكم للمرتبة لا للعين]
لأن الحكم للمرتبة لا للعين أ لا ترى أن السلطان تمشي أوامره في مملكته فلا يعصى و يخاف و يرجى و ما هو لكونه إنسانا فإن الإنسانية عينه و إنما هو لكونه سلطانا و هي المرتبة فالعاقل من الناس يرى أن المتحكم في المملكة إنما هي المرتبة لا عينه إذ لو كان ذلك لكونه إنسانا فلا فرق بينه و بين كل إنسان و هكذا كل المظاهر فرجال اللّٰه ينظرون أنفسهم من حيث أعيانهم لا من حيث كونهم مظاهر فكانت المرتبة هي الحاكمة لا هم و هذه هي ثمرة الحق التي جنوها حين حكموا به و فازوا بالعبودة و العبودية عبادة الفرائض و عبادة النوافل
(السؤال الثالث و التسعون)و ما المحق
الجواب معطي الحق و هو الموصوف بالحكم العدل و ذلك أني أنبهك على تحقيق هذا الأمر فاعلم أن المحق إذا كان هو معطي الحق فليس إلا اللّٰه و مقصود الطائفة من المحق أن يكون الصادق الدعوى في طلب الحق الذي يستحقه و هي مسألة صعبة فإن اللّٰه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية