﴿فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ﴾ [الزمر:74] ليس هم هؤلاء بل العاملون بحق و بخلق إلا أن يريد بقوله ﴿فَنِعْمَ أَجْرُ الْعٰامِلِينَ﴾ [الزمر:74] الثناء فهو لهم فإن لفظة نعم و بئس للمدح و الذم و العامل هنا حق و الثناء له حق و نعم كلمة محمدة و مدح فيكون بهذا التأويل تمام الآية له و التبوؤ في الجنات للعمل لا له فالمحل الذي ظهر فيه العمل و هو أنت هو الذي يتبوأ من الجنة بعناية عمله الظاهر فيه ما شاء إذ الصورة الطبيعية منه تطلب النعيم المحسوس و المتخيل فلهذا أبيحت الجنات له بحكم مشيئته بشفاعة العمل الحق فخزائن هذا السعي كلها أنوار مباحها و مندوبها و واجبها و محظورها و مكروهها في حكم الظاهر المقرر عند علماء الرسوم ممن ليس له كشف منهم و هو عند علماء الرسوم الذين لهم الكشف الأتم في معرفة الشرائع أعني هذا الذي ظهر فيه هذا العمل على هذه الصفة ما تصرف إلا فيما حسنه الشرع و قبله ﴿وَ لٰكِنَّ أَكْثَرَ النّٰاسِ لاٰ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:187]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية