﴿وَ أُولُوا الْعِلْمِ﴾  [آل عمران:18] يعني من الجن و الإنس و من شاركهم من الأمهات و المولدات العلماء بالله فجعلهم جيران الملائكة لتصح الشفاعة من الملائكة فينا لحق الجوار  ﴿أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾  [آل عمران:18] الضمير في أنه يعود على اللّٰه من شهد اللّٰه فشهادتهم بتوحيده على قدر مراتبهم في ذلك فلذلك فصل بين شهادته لنفسه و شهادة العلماء له ثم قال  ﴿قٰائِماً بِالْقِسْطِ﴾  أي بالعدل فيما فصل به بين الشهادتين ثم قال بنفسه  ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾  [البقرة:163] نظير الشهادة الأولى التي له فحصلت شهادة العالم له بالتوحيد بين شهادتين إلهيتين أحاطتا بها حتى لا يكون للشقاء سبيل إلى القائل بها 
[الشهادة الثالثة لله بالتوحيد]
 ثم تمم بقوله  ﴿اَلْعَزِيزُ﴾  [البقرة:129] ليعلم أن الشهادة الثالثة له مثل  الأولى لاقتران العزة بها أي لا ينالها إلا هو لأنها منيعة الحمى بالعزة و لو كانت هذه الشهادة من الخلق لم تكن منيعة الحمى عن اللّٰه فدل إضافة العزة لها على أنها شهادة اللّٰه لنفسه و قوله  ﴿اَلْحَكِيمُ﴾  [البقرة:32] لوجود هذا الترتيب في إعطاء السعادة لصاحب هذه الشهادة حيث جعلها بين شهادتين منسوبتين إلى اللّٰه من حيث الاسم الأول و الآخر و شهادة الخلق بينهما 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية